د.عبدالعزيز الجار الله
المراجعات الدورية للشؤون السياسة والاقتصادية والإعلامية والثقافية والتعليمية والمجالات الأخرى ظاهرة صحية، وليس عودة لحديث الماضي، واستعراض السياسات السابقة، فهي إعادة تقييم للمراحلة، إذن هي سياسات إدارية تتبعها الدول والقطاعات والشركات الكبرى لتحديد موقعها وسط الجهات المنافسة وخلق محفزات جديدة لسبق خطوات المنافسين.
بلادنا مرت بعدة مراحل لكن أهمها وهو الذي يتحكم بالأحداث الحالية هو الجانب السياسي الدولي الذي يشكل اللاعب الأساس والممسك بجميع الخطوط.
مراجعة المرحلة تسند من الدولة إلى: جهة أكاديمية مثل الجامعات السعودية، مكتب دراسات، مركز أبحاث، مؤسسة صحفية إعلامية. وتكون المتابعة عبر أحد قطاعات الرقابة، ووزارات الدولة منها وزارات الخارجية، الإعلام، الثقافة، ومن أبرز المراجعات:
- ثورة الملالي في إيران عام 1979م.
- الحرب العراقية الإيرانية عام 1980م.
- غزو العراق للكويت عام 1990م.
- احتلال أمريكا للعراق عام 2003م.
- ثورات الربيع العربي عام 2010م.
- الحرب السورية والتهجير القصري للسكان وإحلال مرتزقة من إيران.
- الحرب اليمنية انقلاب الحوثيين على الشرعية باليمن.
هذه الأحداث المتعدّدة رابطها إيران وثورة الملالي في إيران عام 1979م فهي التي جرّت الويلات على منطقة الخليج وكانت من أسباب الحرب الخليجية الأولى بين العراق وإيران، وساهمت في غزو العراق للكويت، وساعدت أمريكا في احتلال العراق، ومهدت لفوضى الربيع العربي، ولها الدور الرئيس في الحربين السورية واليمنية.
فالنتائج التي ستتوصل لها الدراسة مع ربطها بالأحداث الأخيرة بعد أن كشفت إيران بعضاً من أوراقها، سوف تعطينا حقائق ساطعة دامغة، وتكشف عن سلوك إيران وسلوك الدول والجماعات الإرهابية التي تدور في فلكها، إضافة إلى أنها توفر كمية من المعلومات الغنية وذات القيمة السياسية، وتجمع لنا وتأرشف موضوعات مرحلة يقدَّر عمرها بـ(40) سنة تساعد على التحليل وفك ألغاز دول معادية كانت تعمل على تفكيك دول الخليج بمنهجية وترصد وعدوانية.
لدينا في كل جامعة تقريباً كليات وأقسام السياسة، والإعلام، والعلاقات، ومؤسسات صحفية ضخمة يمكنها أن تتولى هذه المهمة، لأن هذا العمل ليس من الأعمال الأرشيفية إنما دراسات استشراف المستقبل، واستنباط وقراءة الأحداث الحالية، وهذا يعودنا على أن نستنطق الحدث بدلاً من نجعله من الماضي المنبت والمنقطع.