محمد جبر الحربي
1.
نسيتُ الصِّبا والشَّبابْ
وأدركتُ أنَّ الصَّوابَ التَّملِّي.
وهُمْ جاهزونَ لقتلِ الرُّواةِ الثِّقاتْ
وهم حاضرونَ لقتلي.
ولكنني صامدٌ كالجبالْ
أنا السَّيلُ حيناً، وحيناً
رقيقٌ كما السَّلسبيلْ.
أقبِّلُ إنْ رحتُ أوْ جئتُ أهلي.
أنا لا أجيبُ على الشائعاتْ
فمنْ قالَ..؟!
قلْ لي..!
أنا ابنُ الحياةِ
ولي صاحبٌ
ربَّما امرأةٌ مِنْ ينابيعَ
مِنْ أحرفٍ عالياتْ
تلازمُ شمسي كظلَّي.
أسافرُ..
مهما نأيتُ أعودُ
يقرِّبُ أشتاتيَ الشِّعرُ
والشعرُ خِلٌّ وفيٌّ
فأدعو أخِلّي:
شِمالٌ جنوبْ
جنوبٌ شِمالْ.
لنا النَّخلُ والبرتقالْ.
إذا غبتَ عنِّي
فمَنْ لي..؟!
2.
تناشِدني الأرضُ: هيَّا
أيا أرضُ فكِّي إساري
تعبتُ..
أفي كلِّ يومٍ أنا حاضرٌ للحروبِ
وقلبي حجرْ؟!
لماذا يُعيدونَ قتلَ الفتى
والفتى لا يعيدُ سوى الشِّعرِ والأمنياتِ
صدى الأغنياتِ
ورجعِ الوتَرْ..؟!
3.
عذّبتني يا قلبُ
مَنْ أعطاكَ جَمْرَ العقلِ
يا طفلَ الرَّمادِ
ومَنْ ترفّقَ
ثمَّ أهداكَ الجنونْ..؟!
عذَّبتني يا قلبُ
ما أقواكَ
يا صوتَ الضَّحايا
في الحرائقِ
والمنافي
والسُّجونْ.
عذَّبتني يا أيها المفتُونْ..
يا عُشْبَ الطَّرائدِ
في السُّهولِ
وفي السُّفوحِ
ومنْبتَ الكلماتِ
تقتلُها الحواشي والمتونْ.
عذَّبْتني..
لا تسأمِ الألوانْ
كلُّ النَّاسِ قدْ ملُّوا
وقدْ ضلُّوا
وأنتَ مجاهدٌ
ما بين تينِ الشَّامِ
والصَّحراءِ
لا تُلقي الحقائبَ
لمْ تعدْ تدري أتذهبُ
أمْ تعودُ إلى ظلالِ الزَّيزفونْ..!