ما بال هذا الليل محتبياً
وهذا الكوكب القمري
معتمر العمامة
والأنجم الخَيْلاء في عطفيه من قبسٍ
تلوح لنا علامة
يمتار في الأوقات ما يُخفي الردى،
وله المدى
أو ربّما يجلو حسامه
وبم وشت مزع السماء لبعضها
تخافتت بالجدب ذات مساء منتحية،
فما رفَّت غمامة
وبم يدار العمر بالأقدار في شغف النهار.. إذا كست
حلل البياض مدار همّته وهامه
وبمَ تقوّي الخطوة الأخرى
إذا الطرقات أنكرت الخطى
ودم الطريق يراق مجدولاً أمامه
هل يحفل الأصحاب بالأعتاب إذ طال المقام بهم،
تعلَّتهم شآمة
مستشئفين وما بها
ما تدركُ الأبصارُ ما تعيَ النُّهى
يتشوّفون أكفّهم
هل خلّف التّيهُ لهم في الدّرس شامة
هل في خروج الصحب من خلف الحصونِ إلى المتونِ
ومن حمى
رمد العيونِ إلى الفتونِ
ضحىً ضريرُ ؟!!
وما جلوا،
إذ جاء طائرهم - وما في الصبح من يُمنٍ - وقد ألقى سلامه
هل من جوادٍ يُجتبى
يجتاز بالصحراء محنتهم
فتخضرُّ الرُّبى
ويشدّهم للرّيح منطلقاً
وقد أرخى لجامه
سبعٌ هي الرايات فوق رحالهم
لا زالتِ الكفّان تدفع راية
هل تفصح الأيام عن سرٍّ لها
أم أنَّ للأيام في الأسرار آية
حتى.. إذا ختم الزمان جوابها
كانوا، وما للتيه من أثرٍ ختامه
** **
عامر الجفالي - شاعر سعودي