انضمام الأحساء إلى التراث الإنساني العالمي متزامنا تقريبا مع المستوى المشرف الذي ظهر به منتخبنا لكرة القدم في نهائيات كأس العالم في روسيا وقيادة المرأة للسيارة، كل هذه معطيات ومؤشرات تدل على النهضة التي وصلت إليها المملكة ، وهذا لم يأتِ من فراغ بل جاء من جهود جبارة خلفها صناع القرار ولا سيما أنها جاءت ضمن إطار تحرص القيادة على أن يكون ظهوره بألوان زاهية بعيدة عن البهوت، وبأحجام تتزايد اتساعا من وقت لآخر في سبيل تحقيق رؤية ربما احتاجها المواطن السعودي منذ زمن بعيد والتي أدركها ولي العهد واعتبرها جل اهتماماته، هذه الرؤية التي ربما تجعل المملكة من الدول الرائدة وفي مصاف دول متقدمة، وقد تحققت بعض الإنجازات التي تفوقتا بالفعل على دول سبقتنا.
المنعطف الأول في هذه المساحة الكتابية تتمثل في انضمام واحة الأحساء إلى التراث الإنساني العالمي ، هذا دليل ومؤشر لجهود مبذولة ومدروسة من قبل القائمين من المواطنين بداية وتحديدا ومن المسؤولين وصناع القرار والهيئة العامة للسياحة لإبراز الأحساء عالميا وإعطائها المكانة التي تليق بها .. وهذا ليس بمستغرب على الاحساء فهي تحمل تراثا إنسانيا غزيرا وقديما يصل لآلاف من السنين وأنها تضم حضارات تفوق كثيرا من حضارات العالم. ولو نظرت للأحساء في الوقت الراهن لوجدتها متكاملة في كل مجالات الحياة.. الحديث عن الأحساء يحتاج مساحة كبيرة وواسعة ومنفردة. المنعطف الثاني يتمثل في المستوى المشرف الذي ظهر به منتخبنا أمام منتخب الأروغواي والمنتخب المصري في نهائيات كأس العالم في روسيا طبعا بعيدا عن المباراة الافتتاحية أمام روسيا البلد المضيف التي من وجهت نظري لها أسبابها .. نعم هذه كلها جاءت متزامنة مع قيادة المرأة للسيارة التي أخذت بعدا إعلاميا كبيرا رغم تأخره؛ ولكن جاء في الوقت المناسب الذي حققت المرأة السعودية فيه إنجازات ومعطيات ومشاركات كالرجل في كل المجالات ، فالمرأة السعودية وصلت إلى مناصب إدارية وقيادية عليا كنائب وزير وعضو مجلس الشورى والمجالس البلدية والأندية الثقافية وعميد كلية وفي كل المجالات والمستويات وأعلاها إلى أن أصبحت تنافس الرجل في كل شيء حتى سمح لها بحضور المباريات وممارستها وغيرها في مجالات هيئة الترفيه ، كل هذه نصفق لها جميعها باستحقاق ونشكر القيادة الرشيدة التي هيأت لنا كل السبل والرؤية خير دليل.. ولهذا نؤشر من بعيد وباحتقار إلى من يتفنن في تقشير البرتقالة، وليس تقشير البرتقالة كمن يزرعها وليس تقشير البرتقال كمن يهتم بتطوير آلية زراعتها والابتكار في تطعيمها والحصول منها على أنواع جديدة أخرى .. هنالك من يستورد البرتقال وينسبها إلى أرضه وهو نفسه من يستورد العناصر البشرية الموهوبة في مجالات متعددة ويعطيها الجنسية حتى فقط ينافس بها في مشاركات لكي يرفع علم بلده ..!!
أقول إن التطوير والابتكار في زراعة البرتقال ليس كمن يقشرها ويتناولها أو من يتناولها مقشرة.. حقا أن لقشور البرتقال قيمة لكن لمن يكبر حجمها على يديه.. فهنالك دولة مجاورة شاطرة في تقشير البرتقال..!
عموما نرجع ونقول إن الاحساء تستحق المزيد من التميز كونها ارض الحضارات.
** **
- حسن البطران
albatran151@gmail.com