د. عبدالرحمن الشلاش
الأمر الأخطر أن وزارة التعليم حين طبقت نظم الجودة والاعتماد الأكاديمي اصطبغت عمليات التطبيق بالشكلية أي على الورق بعيدا عن عمليات التدريس داخل القاعات وأساليب القياس، وجودة أعضاء هيئة التدريس ونظم قبول الطلاب. عندما تقيس المخرجات ستجد خللاً واضحاً في كفاءة الطلاب واكتسابهم للمهارات. تصعق حين تجد طلاب جامعات على مستوى البكالوريوس وحتى في الدراسات العليا لديهم أخطاء لغوية وإملائية يعتمدون على المذكرات المعدة ولا يجيدون التعامل مع المراجع مجرد معلومات جاهزة يؤدون بها الاختبار لا أكثر!
رغم أن الوزارة أو المؤسسات المعنية شهدت تغييرات كثيرة انتهت أخيراً بدمج التعليم في وزارة واحدة، ورغم مرور قيادات كثيرة على التعليم في جميع مراحله، ورغم اجتهادات تلك القيادات إلا أن الحال ظل على ما هو عليه، فما هو السر ولماذا كان التقدم ضئيلاً قياساً بالطموحات والصرف المالي؟ المؤكد أنه وخلال كل تلك السنوات ارتبط التغيير والتطوير بأفكار ورؤى القادم الجديد، فمن يتولى دفة القيادة لا يبدأ من حيث انتهى غيره وإنما ما يريد تحقيقه، لذلك ورغم كثرة التجارب في كل فترة، ومحاولة استنساخ ما لدى غيره إلا أنها جاءت مبتورة عن بعضها بل إن كثيراً من التطبيقات ألغيت ونسفت، لذلك ظل التعليم في شد وجذب يتقدم خطوة للأمام ثم يتراجع.
السبب الآخر في نظري أن العمل لم ينطلق من استراتيجيات بعيدة المدى لا تتأثر بقادم أو مغادر بل من اجتهادات، ولو بنيت تلك الاستراتيجيات منذ زمن لحققنا أفضل النتائج وبأقل التكاليف فهل تختصر الوزارة المسافة وتنطلق عبر خط واضح المعالم يوازن بين الإنفاق والمخرجات؟