عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة)... يوما بعد الآخر يتأكد لنا بأن كرة القدم لم تعد مالا وعرضا وطلبا كما كانت، ويوماً بعد الآخر يتأكد أن لا كبير في كرة القدم، وسبق أن نوهت عن ذلك في مسابقاتنا المحلية الذي أثبتت صحتها، وهذا ما حدث بالفعل حتى عالمياً.
ويوما بعد الآخر يتأكد أن الفكر والتخطيط والعقل السليم في الجسم السليم، ويوما بعد الآخر يتأكد أن العمل الرياضي المميز ينتج عنه منتج يستطيع ان يصل ويرسم صورة رائعة وثقافة رياضية مميزة لأصحابه، وهذا ما كشفه مونديال كأس العالم الحالي المقام في روسيا فلم يعد للتصنيف أي قيمة ولا إحراز الترتيب الشهري للمنتخبات أي مفعول، فالمنتخب الأول عالمياً (ألمانيا) خارج المونديال من الدور الأول حاله حال المنتخبات الضعيفة وصاحبة الإمكانات المتواضعة، وإسبانيا أحد المنتخبات المرشحة تغادر من دوري الستة عشر، وقبل هذا وذاك إيطاليا البطلة وصاحبة التاريخ خارج المونديال، وهولندا التي أنجبت أفضل لاعبي العالم خارج المونديال وفي دور الستة عشركادت بلجيكا المرشحة أن تكون البطل أن تخرج على يد المنتخب الياباني الذي كسب احترام الجميع وفقد الفرصة بعامل الخبرة وفن التعامل مع الدقائق الأخيرة من اللقاء، والمنتخب البريطاني يتأهل بأعجوبة وبضربات الحظ من أمام المنتخب الكولومبي، ويبقى المنتخب الأميز والأروع من وجهة نظري المنتخب الكرواتي الذي فاجأ الجميع وكسب احترام الكل فقد أبهر الجميع بمستواه وأداء لاعبيه المميز واعتمادهم على اللعب السهل الممتع وأتصور- والله أعلم- أن يواصل المنتخب الكرواتي طريقه الأدوار النهائية، وقد شاهد العالم كيف أن رئيسة وزراء كرواتيا تنزل إلى غرفة تبديل ملابس اللاعبين وتهنئهم فرداً فرداً وتحفزهم وهذا أحد عوامل التميز والفكر الرياضي المتطور.
فاليوم لم يعد للتاريخ والمنجزات السابقة أي دور يذكر حتى الدول الغنية مادياً والتي كانت ولا زالت تستقطب أفضل العناصر وأمهرها وتجنسها لم يكن لها أي دور بارز يستطيع ان يتميز أو يصنع إنجازا، فالفكر والفكر وحده هو من جعلك بطلا عندما يكون التخطيط والاستراتيجية مبنية على رؤية سليمة ومن النشء وليس الاعتماد على أصحاب العقود الفلكية والحياة المرفهة فقد شبعوا وجعلوا من اللعبة وسيلة للترفيه والشهرة والتواجد في البرامج والإعلانات أكثر من التواجد والعطاء داخل الملعب وهذا ما جعل منتخبات الدول الكبيرة والمرشحة تغادر مبكراً ومنها من غاب ولم يحضر وكلها كانت ولا زالت دروسا ستنعكس بالتأكيد نتائجها على الجميع وخاصة من سيعتبرها درسا يراجع حسابه وعمله ليعود قوياً كما كان ولكن بفكر أفضل مما كان.
نقاط للتأمل
- اعتبر الكثير أن خروج المنتخب الألماني من الدور الأول من أكبر المفاجآت وهذا غير صحيح مطلقاً، فكرة القدم لا يوجد بها مفاجأة، بل عمل وفكر وتطوير، أما من سيعيش على الماضي والفكر السابق فسيتجاوزه الجميع ويبقى في مكانه والمنتخب الألماني رغم تصنيفه العالمي إلا أن أداءه العام لم يكن مقنعاً حتى قبل منافسات المونديال من خلال اللقاءات الودية وجميع ما حدث دروس وعبر وليست مفاجآت كما يعتقد بعضهم.
- أيام أوأسابيع وتشد الأندية بلاعبيها كالعادة لمعسكراتها الخارجية والتي قد تكون معظمها في القارة الأوروبية لبرودة الطقس والإمكانات المتوفرة من ملاعب وغيره، وهناك من يعتبر المعسكر رحلة ترفيهية واستجماما وليس معسكر إعداد وتجهيز للموسم القادم الذي بالتأكيد سيكون من أقوى وأصعب المواسم نظراً للمتغيرات والقرارات الأخيرة وخاصة زيادة عدد اللاعبين الأجانب الذي بلغ ثمانية لاعبين مما يجعل فرصة اللاعب السعودي ومشاركته ضئيلة جداً إلا لمن هو مميز وحاضر بقوة ويعي معنى الاحتراف الحقيقي، وهذا بالتأكيد سيكون فرصة كبيرة للمنافسة بين اللاعبين المحليين.
- أتمنى من جميع الأندية التي تغادر وتقيم معسكراتها الخارجية استعدادا للموسم القادم أن تكون قد أنهت جميع تعاقداتها من لاعبين غير محليين وأجهزة فنية وإدارية حتى يتم الانسجام والاستقرار من البداية وليس كما جرت العادة أن بعض اللاعبين لا ينضمون للفريق إلا بعد العودة وقبل انطلاق الموسم بأيام وأحياناً بساعات والأمر الأكثر أهمية للفرق أن تخوض لقاءات ودية مع فرق معروفة وبلاعبيها المميزين وليس إجراء لقاءات مع عمال الشركات وموظفي بعض القطاعات في الإجازة الأسبوعية والفوز بنتيجة كبيرة واعتبارها نجاحا للمعسكر والاستعداد ومن ثم الخسارة والانكسار مع بداية الموسم.
- أعتبر شخصياً أن مشاركة منتخبنا في مونديال كأس العالم الأخيرة والخسارة من المنتخب الروسي بنتيجة كبيرة قد انعكست إيجابياً على العمل والمنتخب واللاعبين والأفضل من ذلك القرار الذي اتخذه اتحاد اللعبة حول عقود اللاعبين المحترفين سواء سارية المفعول أو التي سوف تتخذ، ولولا المشاركة ونتيجة اللقاء لما حدث فدائماً الإيجابيات تمسح السلبيات وعقود اللاعبين الضخمة لا شك أنه عمل سلبي أنهك الأندية وأدخلها في مشاكل دون أي مردود وعمل مميز من المستفيد الآخر، وهذا القرار يعتبر من القرارات الهامة والمميزة والاستراتيجية الذي سيكون أحد عوامل تحويل العمل إلى العمل المؤسساتي وسرعة خصخصة الأندية وهذا ما يتطلع إليه الجميع.
خاتمة: الصيف والإجازة الطويلة يستغلها الكثير للسفر والاستجمام وخاصة خارج الوطن وهذا يحمل كل مواطن مسئولية كبيرة في تمثيل بلده وعكس صورة طيبة عن وطنه في عدم الدخول في مناقشات وجدال مع أي طرف وفي أي مجال فرحلتك لتمتع وتستمتع فكن خير سفير للوطن.
ودائماً على الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخيرنلتقي.