محمد المنيف
من المؤكد أن إضفاء الجمال على أي مكان على أرض الواقع مطلب ورغبة الجميع من متخصصين في الفنون والفنانين ومن المسؤولين عن الأماكن المرغوب تجميلها باللوحات بما يطلق عليه الرسم الجداري الذي يتم تنفيذه عادة في الشوارع كالأسوار أو استحداث مساحات تخصص لهذا الفن المناطة مهمتها بالبلديات أو هيئات تطوير المدن، وهو فن عالمي مع فارق الأهداف فقد اعتبر في بداية ممارسته في أوروبا وأمريكا فنا سياسيا لما يحمله من رموز وعبارات تعارض الحكومات..
انتقل هذا الأسلوب من الفنون إلى العالم العربي وبرز خلال الثورات الأخيرة في مصر وسوريا، ووصل إلينا بشكل أقرب إلى إضفاء الجمال للأماكن التي يشوبها بعض الإهمال كالأحياء الشعبية كما شوهد في محافظة الخبر أو في بعض أحياء جدة، وما تم من رسم على جدار إحدى المدارس في الرياض شارع التحلية تضمنت لوحات لا تمت لثقافتنا البصرية بأي صلة، فكانت أقرب للخروج عن النص والشخبطة في بعضها، اضطر المسؤولون في الأمانة إلى طمسها، وقد أشرنا في موضوع على هذه الصفحة عن أهمية دراسة المواضيع المراد رسمها من قبل الجهة التي تكلف الرسامين وليس الفنانين وذلك قبل التنفيذ فمثل هذه اللوحات قد تحتمل التأويل.
نعم لقد أصبح الفن التشكيلي بهذه الممارسات وفي ظل غياب الرقابة الفنية والفكرية (ملطشة) لعدم فهم أهدافه الحقيقية والجهل بما يجب أن يكون عليه عند تنفيذه في محيط مفتوح أمام الجمهور خارج محيط صالات العرض كما حدث لهذا الفن وشاهده الجميع عبر الأخبار في سبل التواصل أو بعض الصحف الإلكترونية تمثل في تكليف إحدى الجهات مجموعة من الرسامين والرسامات بالرسم على حاويات الزبالة باعتباره فنا تشكيليا مما آثار حفيظة التشكيليين من منطلق حرصهم على سمعة إبداعهم وما يحمله من دور ثقافي يعد رافدا ثقافيا يجد الاهتمام العالمي في المتاحف والمعارض وصالات عرض راقية يزورها الجمهور يجب ألا يجعل مكانه حاويات لا تليق به.