عملية «تبادل» بين البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي نيمار؟ أرقام خيالية، تقارير صحافية ونفي رسمي... هذا هو حال نادي ريال مدريد الاسباني لكرة القدم الذي يبدو أنه شرع في عملية تكوين مرحلة ما بعد مدربه الفرنسي السابق زين الدين زيدان.
بعد أسابيع من التقارير حول مستقبل البرتغالي رونالدو مع النادي الملكي، ومثلها حول احتمال إقدام النادي على ضم البرازيلي نيمار، أغلى لاعب في العالم، من ناديه الحالي باريس سان جرمان، خرج التلفزيون الرسمي الاسباني «تي في اي» ليل الاثنين بتقرير عن عرض رسمي من ريال لسان جرمان : أعطونا نيمار لقاء 310 ملايين يورو. يزيد هذا المبلغ على الـ222 مليون يورو التي دفعها النادي الباريسي صيف 2017 للحصول على خدمات المهاجم البرازيلي من برشلونة الاسباني. إلا أن ريال المتوج بلقب دوري أبطال أوروبا في المواسم الثلاثة الأخيرة، رد ببيان صارم نفى فيه التقدم بهذا العرض. وقال «لم يتقدم ريال مدريد بأي عرض لنادي باريس سان جرمان أو للاعب». وأورد التلفزيون على موقعه نفي النادي، معبرا عن «أسفه لأنه خلق نوعا من الارتباك في هذا الموضوع»، مشيرا إلى انه استقى معلوماته من «مصادر ذات مصداقية عالية».
الأكيد أن هذا الخبر لم يكن مطلق التقارير عن احتمال قدوم النجم البرازيلي البالغ 26 عاماً، إلى سانتياغو برنانبو في الموسم المقبل، ولا حتى التقارير التي تشير إلى احتمال رحيل رونالدو، أفضل لاعب في العالم خمس مرات، عن النادي الملكي، في ظل ما يتردد عن تباين مع الإدارة حول تجديد عقده ورفضها طلبه زيادة أجره إلى حد يجعل منه أعلى لاعب راتبا، ليتفوق على غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي ونيمار.
يوفنتوس يطلب رونالدو
قد يكون من باب المصادفة أن تؤكد صحيفة «ماركا» الاسبانية المقربة من النادي الاسباني، في اليوم نفسه على صفحتها الأولى، أن يوفنتوس بطل ايطاليا في المواسم السبعة الأخيرة، «شرع في مفاوضات لضم» رونالدو. ورجحت الصحيفة التي لم تذكر مصادرها، أن يقترح يوفنتوس على النجم البرتغالي عقداً لأربع سنوات مقابل أجر سنوي يصل إلى 30 مليون يورو لمساعدة فريق «السيدة العجوز» على الفوز بدوري أبطال أوروبا.
وبحسب الصحيفة نفسها، وعد النادي الايطالي اللاعب البرتغالي بـ«احترام النادي له»، وهو أمر يشتكي البرتغالي من أنه لا يناله في مدريد. ويعتبر اللاعب أيضاً أن أجره السنوي البالغ 23.6 مليون يورو متدن، وأن ناديه لم يدافع عنه كفاية في صراعه مع مصلحة الضرائب الاسبانية.
وأثار اللاعب البرتغالي زوبعة في عالم كرة القدم عندما أعلن في 26 مايو، بعد دقائق من فوز ريال بلقبه الثالث تواليا في دوري الأبطال، «كان الأمر جيداً اللعب في صفوف ريال مدريد (...) سأتحدث في الأيام القادمة لكي أعطي جواباً لأنصار الفريق»، ما أعطى الانطباع بأن العلاقة بينه وبين النادي الذي انضم إلى صفوفه في 2009، شارفت على النهاية. بعد ساعات، بدا أن رونالدو يحاول التخفيف مما أدلى به، وتوجه إلى المشجعين بالقول خلال الاحتفالات باللقب الأوروبي «إلى العام المقبل». سواء رونالدو أو نيمار، المهم بالنسبة إلى ريال مدريد هو بناء مشروع ما بعد زيدان الذي دخل التاريخ بعدما أصبح أول مدرب يحرز دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات متتالية، قبل أن يعلن وسط دهشة الجميع في 31 أيار / مايو، قراره الرحيل عن النادي بعد خمسة أيام من التتويج باللقب.
أعلن في 12 يونيو أن مدرب المنتخب الاسباني جولن لوبيتيغي سيتولى مهامه بعد نهائيات كأس العالم. لم يرق هذا الإعلان للاتحاد الاسباني الذي كان جل تركيزه منصب على أداء منتخب بلاده في روسيا، فأقال لوبيتيغي في اليوم التالي من منصبه.
المدرب الجديد أكد أن رونالدو هو «اللاعب الذي أريده دائماً إلى جانبي»، في تصريح ليس بالضرورة أن يكون متوافقاً مع ما يفكر به النجم البالغ من العمر 33 عاما، والذي خرج ومنتخب بلاده من الدور ثمن النهائي للمونديال الروسي، بينما بلغ نيمار ومنتخبه البرازيلي الدور ربع النهائي. سواء في ريال، سان جرمان، يوفنتوس، أو غيرهما... الأكيد أن التقارير المتعلقة بمصير رونالدو ونيمار لن تتوقف في الأسابيع المقبلة، علما أن أي انتقال لأي منهما سيحدث هزة كبرى في سوق الانتقالات الصيفية.