سامى اليوسف
بعيدًا عن نظرية «ترتيب الأولويات» بمفهومها العلمي الدقيق، فإن ترتيب الأولويات في مجال إدارة الوقت والعمل الإداري من علامات النجاح، وهي مهارة فعّالة يتصف بها الناجحون ذوو الشخصية القوية دوماً، والقاعدة تقول: ترتيب أولوياتك من أعظم أسباب نجاحك.
في إدارة كرة القدم، يبرز في الوقت الراهن مصطلح مشابه لما تطرقت إليه آنفاً، وهو ما يُعرف بـ»تغيير الأولويات»، وأعتقد أنه من عوامل ارتفاع نسبة التركيز وتحسن الأداء وحصد الألقاب عسيرة المنال.
يقول كارليس بويول قائد برشلونة السابق، بغضب، في تصريح نشرته وكالة «رويترز» بعد فوز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة 13 وتعزيز رقمه القياسي: «ينبغي على فريق برشلونة تغيير أولوياته»، وزاد على ذلك: «أعتقد أن الحل يتعلق بتحديد أولوياتنا سريعاً، نحن نفقد فرصة وأنا أشعر بالغضب كمشجع لبرشلونة، لذلك أعتقد أن أكثر شيء منطقي هو خروج كأس الملك من حساباتنا - توّج برشلونة بكأس الملك 4 مرات متتالية -».
وبفوز ريال مدريد 3-1 على ليفربول في كييف يكون قد توّج باللقب للمرة الثالثة على التوالي ، وهو بذلك خطف الأضواء من غريمه برشلونة الذي أحرز لقبي الدوري المحلي وكأس الملك هذا الموسم.
وهنا تبرز أهمية مفهوم أو مبدأ تغيّير الأولويات في إدارة كرة القدم، وخصوصاً لدى الفرق الكبيرة ذات العراقة والجماهيرية في الدول المتمدنة كروياً، بحيث يقع التركيز والأهمية على الاستحقاقات التي ينشدها النادي وجمهوره، وتلك التي استعصت كثيرًا عليه، فمثلاً إن تحدثنا عن الهلال، زعيم الكرتين السعودية والآسيوية، فإننا سنطالب إدارة أسطورته سامي الجابر بالتركيز في عملها المقبل على أهمية اقتناص اللقب الآسيوي الذي بات عصياً على فريقها العتيد في نسخته الجديدة بدلاً من التركيز على بطولات وألقاب تشبع منها الهلاليون. ولا سيما أن الزعيم حقق رقماً قياسياً في إحرازه للقب الدوري السعودي، وإن كنت أعتقد جازماً بأن الظروف أصبحت مهيأة بعد التعاقد مع المدرب البرتغالي الكبير خورخي خيسوس، وبوادر الإعلان القريبة عن صفقات مدوية مع محترفين أجانب من فئة السوبر ستارز في خانات متعددة، ويبرز في هذا السياق أهمية العمل على تحقيق مبدأ المحافظة على المكتسبات وما ينطبق على الهلال ينسحب على بقية الفرق المحلية وإداراتها في تعاملاتها مع مختلف البطولات والألقاب، فالتركيز على إحراز ألقاب أو في بطولات معينة دون غيرها يرفع من نسبة جودة الأداء وهدر الوقت والمال، وكما ينبغي على الجماهير أن تتقبل فكرة تغيير الأولويات بعيدًا عن النمطية في التفكير الباعث على التشتت وهدر الإمكانات.
فاصلة
الريادة والإبداع مثل الزعامة والإنجاز تحتاج إلى تركيز وجهد وعمل منظّم.