د.دلال بنت مخلد الحربي
تتميز منطقة الأحساء منذ القدم بموقع جغرافي مميز، وبنشوء حضارات تعاقبت على أرضها، كما تعد من أخصب المناطق في الجزيرة العربية حيث اشتهرت بزراعة النخيل، كما أن قربها من البحر ووجود شواطئ لها جعلت منها منطقة جذب تجاري، كل ذلك أثر في تاريخها ومسيرتها، وناتج كل ذلك تراكمات حضاريا على ارضها تم الكشف عن جزء منها ولا يزال الكثير ينتظر عمل الآثاريين لإظهاره.
ومن يعرف المنطقة يدرك هذا التميز الذي هي عليه من خلال المساحات الزراعية الشاسعة ومتنزه جبل قاره ومسجد جواثا وسواحل العقير وشواطئها التي تحتاج إلى تأهيل، ثم هناك الكثبان الرملية في أطرافها التي تتداخل مع خضار الأرض وتختفي حضارات كثيرة تحت كثبانها.
وبحسب مانشر في الإعلام فإن اليونسكو استقبلت لأول مره ملفاً بمساحة جغرافية تعبر عن أكبر واحة مروية بالعالم، تشمل المدن والمجتمعات الحضرية كما تشمل الظواهر الطبيعية والبيئة العامة مع إطلالتها على البحر من جانب والصحراء من جانب آخر في ظاهرة فريدة مميزة.
أعلنت اليونسكو الأحساء موقعا تراثياً عالمياً لتكون خامس منطقة من مناطق المملكة سجلت بعد مدائن صالح وحي الطريف في الدرعية وجدة التاريخية ومواقع الرسوم الصخرية في موقعي جبه والشويمس في حائل، ولاشك أن هذا الإنجاز يعود لاهتمام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني التي قدمت هذا الملف وعملت عليه بصمت حتى كان هذا الإنجاز الذي يضاف إلى إنجازاتها السابقة في تسجيل المواقع الأخرى في قائمة التراث العالمي في اليونسكو.
إن هذا الاعتراف العالمي يجب أن يدفع إلى إعطاء أهمية اكبر لهذه المنطقة لتكون قبلة سياحية للأفراد من داخل المملكة وخارجها ليتعرفوا إلى آثارها وخيراتها، وهذا يتطلب دعاية كبيرة، ويحتاج إلى تهيئة المنطقة لتكون قادرة على استقبال السياح في قادم الأيام، ولاشك أن هناك مناطق كثيرة في المملكة لا أظن أمرها يفوت على الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وأنها ستعمل بجد على إلحاقها بالمواقع الخمسة السابقة، فالمملكة العربية السعودية تحتوي على مئات المواقع في كل مناطقها شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً والتي يمكن أن تسجل كمعالم أثرية عالمية.