د. محمد عبدالله الخازم
الحوار الوطني لدينا بدأ كفكرة تبناها الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز غفر الله له، وكان لها مفعول جيد كعمل تطوعي غير رسمي مدعوم بشكل شخصي من خادم الحرمين، القائمون عليه ليسوا متفرغين، وشيئاً فشيئاً أصبح هناك مركز فمقرات ووظائف وتشعبت الأعمال من مجرد تنظيم الحوارات إلى إعداد دراسات وإصدارات وتقارير سنوية جميلة. وأخيراً، وهو مالفت انتباهي سيصبح للمركز فروع أحدها افتتح مؤخراً بأحد المناطق. وربما تتعدد الفروع فيصبح له مبنى ومقر ووظائف في كل منطقة فيتحول من فكرة تطوعية سهلة التنفيذ ذات هدف محدد إلى إدارة لاتقل حجماً عن بعض الوزارات. بل ربما يأتي من يقترح تحويله إلى وزارة!
أرجوكم لا تعتقدوا أنني ضد فكرة الحوار وتبادل الرأي أو ضد الزملاء والزميلات في المركز، بل لا أخفيكم سراً أنني استفدت مادياً وإعلامياً من المشاركة في بعض نشاطات المركز خلال فترة من الفترات، حيث شاركت في حوارات التعليم وحوارات الصحة، حينما كانت هناك حوارات سنوية، وتشرفت من خلالها بالسلام على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله رحمه الله.
لكنه من حقي السؤال، باعتبار هذا مركزاً للحوار وعليه تقبل الأراء، بما فيها التي تخالفه، أين هو الحوار؟ إلى أين يسير المركز؟ هل تحول إلى أكاديمية تسوق دورات الحوار التي لا تختلف عن وهم دورات التطوير الذاتي ومكانها الممارسة في التعليم والبيت والمدرسة وليس من خلال دورات معلبة لا أثر لها يذكر؟ لماذا تدعم الدولة المركز رغم أن أحد أسس تكوينه هو تحوله إلى مؤسسة أهلية ووفق ذلك منح تكاليف تأسيس أوقافاً مصاحبة لمبناه الفخم؟
إنني أدعو إلى حوار حول أعمال المركز وجدوى وجوده، لا ينكر ما قام به من أدوار في فترة ما ولا يغفل أن الزمن والآليات والتوجهات والقضايا تغيرت ولم تعد هي نفسها التي كانت في عام 2005م. ربما يكون في الحوار تصحيحاً للصورة التي أحملها عنه وربما يقودنا إلى قناعات واضحة حول جدوى وجوده بنفس المسمى أومسمىً آخر..