د.عبدالعزيز الجار الله
عندما يتعافى اقتصاد أيّ دولة يكون الدليل على قوة ومتانة وإدارة الدولة، وهذا ماحدث لبلادنا رغم أننا نعيش في الدورة الاقتصادية الثانية منذ عام 2003م بسبب العائد النفطي المرتفع وحاجة الطلب العالمي على النفط، لكن كان يقابله دخول المنطقة العربية في ثورات الربيع العربي عام 2010م مما أضعف الاقتصاد في السعودية والخليج وزاد من ذلك حرب التحالف في اليمن عام 2015م ومواجهة إيران التي تحاول أن تشعل الخليج بالحروب، أيضاً مواجهات المنظمات الإرهابية: القاعدة وداعش وحزب الله وغيرها من الجماعات والذئاب المنفردة، ورغم هذه التحديات فقد تعافى اقتصادناً.
كما أن حرب إفساد اقتصاد السعودية ودول الخليج التي كانت تتبعه بعض الدول المعادية لنا منها قطر، وإيران والمنظمات التابعة لها مثل حزب الله كانت تؤثر علينا لأنها تعمل في الخفاء عبر بعض أبناء الخليج والجمعيات والشخصيات اللبنانية والحكومة السورية وشخصيات سورية متعاطفة وتعمل مع حزب الله، وجماعات عراقية موالية لإيران، فكان تأثيرها السلبي والتخريبي واضحا منذ عام 1979م من تولي الملالي الحكم في إيران، فزادت عملياتهم مع بداية الحرب الإيرانية العرقية، وبعد احتلال الكويت، واستفحلت بعد الربيع العربي، وحرب التحالف في اليمن لعودة الشرعية اليمنية، فإيران ومنظماتها الإرهابية بدأت تكشف عملياتها المالية نتيجة استعجالها في كسب الوقت، واستغلال الفوضى العربية فأصبحت تُمارس عملياتها في العلن مما عجلت دول الخليج من إجراءات حماية اقتصادها.
لذا نما الاقتصاد السعودي بمعدل 1.2 في المائة خلال الربع الأول من عام 2018م خلال انكماش بنفس النسبة خلال الربع الرابع من عام 2017م، ويتوقع أن يتحسن الاقتصاد السعودي الذي ترافق مع زيادة الإنتاج، ومقاطعة أمريكا والعالم للنفط والشركات الإيرانية الشامل في نوفمبر المقبل، وارتفاع وتيرة المظاهرات في إيران التي جاءت نتيجة الانهيار الحاد في الاقتصاد وإنخفاض صرف العملة الإيرانية مقابل الدولار، وأزمة مياه الشرب في الأقاليم الجنوبية الغربية لإيران.
على منطقة الخليج أن تعمل في المسار الاقتصادي بنفس فاعلية المسارين السياسي والعسكري لتتساوى هذه المسارات استعداداً للتغيرات الجديدة بإذن الله بعد أن تلجم إيران وتنشغل في قضاياها الداخلية التي تهددها في انهيار اقتصادي وشيك وتغير في الحكومة وتحرك في حركات الانفصال أو الفدرالية والحكم الذاتي كما هو حال الأكراد في إيران وتلاقيهم مع أكراد العراق وتركيا، ومطالبات القوميات الأخرى.