عروبة المنيف
احتفل العالم في الحادي والعشرين من يونيو الحالي باليوم العالمي لرياضة اليوغا تحت شعار «اليوغا من أجل السلام»، حيث احتفل الملايين بتلك المناسبة وفي جميع أنحاء العالم، وتم تخصص يوم عالمي لتلك الرياضة منذ أربع سنوات بسبب عظم أهميتها. وفي اليوم العالمي هذه السنة، شارك رئيس وزراء الهند، نارنيدا مودي، مع ما يزيد عن الخمسين ألف شخص في ممارسة اليوغا بمدينة دهرادون الهندية، وشوهد وهو يمارس تمارين التنفس والتمدد بملابسه البيضاء وقد غرد قائلاً: «إن اليوغا تقليد هندي قديم، نعم، ولكنها لا تنتمي للهند وحدها إنما هي جزء من التراث الإنساني».
اليوغا هي كلمة مشتقة من اللغة السنسكريتية وتعني الاتحاد بين الجسد والعقل والروح للوصول إلى حالة من التوازن بينهما بهدف الوصول للمعرفة والحكمة، هي رياضة جسديه وذهنية وروحية يعود تاريخها إلى أكثر من خمسة آلاف سنة، وتتعدد فوائدها الجسدية والتي نذكر منها، تخفيف آلام العضلات وتقويتها، شد الجسم ومنع الترهل، بالإضافة لإنقاصها الوزن واستقامة الظهر وتحسين وضعية الوقوف «تعديل القامة».. حيث يوجَّه الوعي الذاتي فيتحكم الإنسان في صحة جهازه العضلي وصحة الجلد والأمعاء والكبد والمرارة والنظر، فوضعية بالأناسا، «وضعية الطفل»، على سبيل المثال أحد أشهر الأوضاع في اليوغا، تساعد في التحرر من الألم والتوتر أسفل الظهر والكتفين والصدر وتفعل مناطق في العقل مسؤوله عن الإرتباط الروحي وزيادة الحماس للمساعي الروحية.. أما وضعية المارجاراياسانا «وضعية القطة»، فهي تساعد في التخلص من الإمساك ومحاربة اضطرابات المعدة وزيادة الدورة الدموية وبالتالي تقليل احتمالات التعرض للسكتات القلبية والدماغية وتساعد أيضاً في التناغم بين الورك والعضلات والفخذين.
لقد غردت منظمة الصحة العالمية في اليوم العالمي لليوغا وأكدت بأن اليوغا قد تساعد في الحد من خطر الأمراض التي تهدد الحياة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكتة القلبية والدماغية والسكري. أما من الناحية النفسية، فقد أثبتت دراسة أجراها أكبر مركز مختص في علاج الصدمات النفسية بالعالم «بوسطن تروما سنتر» بأن اليوغا مفيده أكثر من الأدوية لعلاج أعراض القلق والاكتئاب الناجمة عن الصدمات، وكشفت دراسة أمريكيه في عام 2012 بأن ممارسي اليوغا بأمريكا في تزايد، فقد بلغ عشرين مليوناً، أي ما يقارب 8.7 % من السكان وقد بدأ الجيش الأمريكي في استخدامها مؤخراً لأفراده.
اليوغا ليست مذهباً فلسفياً ولا دينياً، هي لا تضعف عقيدة أحد، فمن لا يرتاح لمسماها قد يكون لدية معلومات مغلوطة عنها، فالناس يشككون في كل أمر يجهلونه، ومن واجبنا التعلم والدراسة قبل إطلاق الأحكام لاتخاذ القرارات المناسبة لنا.
صحيح أن اليوغا نشأت من خلال الديانات الشرقية لكن لا علاقة لها بالدين وفوائدها الجسمية والذهنية هي المطلوبة في النهايه، فهي رياضة لا صلة لها بالعبادات.. فهناك «الهاثا يوغا» وتعني القوة الجسدية، و»الكارما يوغا» وتعني يوغا العمل، و»الراجا يوغا» وتعني اليوغا الملكيه، و»النيانا يوغا» وتعني يوغا المعرفة وغيرها الكثير.. بالنهاية، نأخذ من رياضة اليوغا ما يفيد أجسادنا وأذهاننا، فما لا يدرك كله لا يترك جله.