سمر المقرن
أتضايق كثيراً من هذه التقارير التي تشير إلى انخفاض معدل القراءة، ليس لدى السعوديين فقط، بل على مستوى العالم، بعد أن حلّت البدائل السريعة المتمثلة في تطبيقات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الإخبارية التي تبعث لجوالك الخبر والتقرير والتحقيق الصحافي في حينه، هذه البدائل برغم كل الإيجابيات التي تحملها إلا أنها أسهمت بشكل مباشر في تقليص العلاقة مع الكتاب بشكل خاص والقراءة بشكل عام.
يجب أن نؤمن بأن القراءة التقليدية التي تربط الإنسان بعلاقة حميمة مع الورق باتت ضعيفة، وقبل سنوات عندما كنّا نرى الطبعات الأولى من الكتب قد اختفت، وما أن تمر أشهر قليلة على صدور الكتاب حتى نرى أرقام الطبعات تتوالى على غلافه، هذا الأمر لم يعد موجوداً اليوم، حتى عناوين مثل: (الأكثر قراءة) أو (بيع منه مليون نسخة) لم تعد موجودة، وإن وجدت فهي غير حقيقية على الأقل في العالم العربي، برغم أن معارض الكتب في الدول العربية وخصوصاً معرض الكتاب في الرياض تشهد حضور آلاف الزوار، لكن العبرة ليس بالعدد ولا حتى بعدد شراء الكتب إنما بالكيف الذي أقصد به قراءة هذه الكتب.
ولعلي هنا في وارد الاعتراف بأنني أحد الأشخاص الذين تغيرت أنماط القراءة في حياتهم، فبعد أن كنت أقرأ في الشهر الواحد ما لا يقل عن أربعة كتب، أصبحت اليوم لا أحمل الكتاب معي سوى بالسفر أو الإجازات. هذه مشكلة عامة وليست شخصية، لكنها ضارة جداً، ليس على المستوى الفكري بل ضارة للمجتمع بشكل عام.
من هنا وبعد أن أصبح لدينا كيان مستقل للثقافة بعد فصلها عن وزارة الإعلام، أقترح أن يتم عمل برامج لإحياء عادة القراءة، ولا يمنع من تشكيل مجموعات للكتاب على مستوى الأحياء، وتخرج هذه المجموعات بتقارير مختصرة ترفع للهيئة العامة للثقافة وتتبنى نشرها وذلك للتشجيع على المشاركة في هذه المجموعات من جهة، والتشجيع على قراءة الكتب من جهة ثانية.
بصراحة، لا نريد أن نخسر علاقتنا مع الكتاب، في مقابل الحصول على المعارف والثقافات السريعة والطارئة من مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، وإن كنا في عصر متغير فلا يمنع أن يكون التشجيع على الكتاب الإلكتروني أو الكتاب المسموع المهم ألا نخسر الكتاب للأبد!