سعد الدوسري
في الماضي القريب، كان الجميع، رجالاً ونساءً، يتندرون بشريحة المتقاعدين، وبسلوكهم المتجدد في تطفئة مصابيح الأنوار الداخلية والخارجية، ومكيفات الغرف غير المستخدمة. وكان التندر نابعًا من أن المتقاعد لا يجد ما يفعله، فيسخّر كل طاقته للأعمال الهامشية، التي لا يلتفت إليها أحد، ولا ينافسه عليها أحد. استمر هذا التندر، إلى درجة أن استفحل، وغزا الاسكيتشات الكوميدية في مسلسلات رمضان، ومقاطع اليوتيوب.
اليوم، اكتشف المتندرون أن ما كانوا يعتبرونه مادة للفكاهة، هو في الحقيقة، شكلاً من أشكال التنبؤ بالمستقبل، وإجراء التمارين عليه. نعم، لقد أثبت المتقاعدون، أنهم يملكون رؤية ثاقبة في التعامل مع الكهرباء، وأن ما كان يمنعهم عن ممارستها، هو انشغالهم عنها، بالعمل وبإعالة الأبناء والبنات، وأنههم حين وجدوا الوقت الكافي لها، انخرطوا مباشرةً فيها. لذلك، سوف نعتبر أنهم قدوتنا، وسنبدأ في الاحتذاء بهم، منذ الآن، تطبيقاً للمثل الشعبي الجديد؛ «ما دون الكهرباء إلا اليدين»!!