إبراهيم عبدالله العمار
إذا كنت من عشاق ألعاب الحاسب والأجهزة فأكيد أنه مرت عليك ألعاب شهيرة مثل دوم، كول أوف دوتي، بايوشوك، كاونترسترايك، والكثير غيرها، وفيها تجد ألواناً من الأسلحة، بعضها تقليدي معروف مثل المسدس والرشاش، وبعضها جديد غريب، مثل المُصغِّر في لعبة ديوك نوكم والذي يصغّر حجم أي عدو لتسحقه كالحشرة، أو مسدس الجاذبية في هاف لايف 2 الذي يزيل الجاذبية من أي جسم لتستطيع أن ترفعه وتضرب به أعداءك. غير أن الحياة الحقيقية أيضاً تحفل بمثل ذلك، ويتفنن البشر في اختراع الأسلحة والتي لا تفلح دائماً، فهل سمعت بالسفينة الدائرية؟
عام 1870م رغب الروس في صنع سفن حربية ضخمة، وهذه المرة استمعوا باهتمام لكلام مهندس بريطاني زعم أن أفضل تصميم هو الشكل الدائري، فنظرياً تسمح لك السفينة الدائرية بتركيب أسلحة أثقل، وحركتها أفضل، ومحمية أكثر من نيران العدو، لكن الواقع كان شيئاً آخر، فبعد جهد وتكلفة صنع الروس سفينتان دائريتان، لكن زالت ابتسامات النشوة بسرعة: السفن شديدة البطء، وتوجيهها صعب، وعندما أطلقت أحد مدافعها جعلها هذا تدور حول نفسها، ومجرد توجيه أي سلاح لأي هدف كان شاقاً لأن قاعدة السفينة المسطحة جعلتها مضطربة، ولم يطل استخدامها قبل الاستغناء عنها.
الغربيون أيضاً لهم نصيب من الأسلحة الخائبة، منها دبابة ام22 التي تسمى الجرادة، وهي دبابة صغيرة خفيفة، فكرتها أنها تُنزَل من الطائرات لدعم سلاح المظلات بقوة نارية فائقة، وصنعت أمريكا 100 وحدة، لكن لم تستخدمها أبداً، فأخذ البريطانيون بعضها واستخدموها في الحرب العالمية الثانية، وكان هذا قراراً بائساً، فالدبابة نظرياً ممتازة لكن واقعياً ظهرت مصائب لم يتوقعوها، فماذا فعل العدو لما رأى المظليين يطلقون النار عليهم وبجانبهم تلك الدبابة؟ قرروا التركيز عليها لأن نيرانها أقوى، وهكذا انهالت نيران الألمان على المنطقة كاملة التي تحيط بالدبابة وأبادت كل المظليين أو أكثرهم، وصار وجود الدبابة بجانبك يعني تركيز العدو على منطقة صغيرة معينة بدلاً من منطقة واسعة مشتتة، ناهيك عن أن الدبابة بسبب خفتها وصغرها كانت ضعيفة التدريع، فكانت حتى الرصاصات تخترقها، وأما أسلحتها فلم تصنع شيئاً ضد الدبابات الثقيلة، فاختفت غير مأسوف عليها.
أما أغرب سلاح فهو الخفاش الناري! في مشروع «بروجكت اكس راي» أراد الأمريكان تسليح الخفاشات لحرق المدن اليابانية، فربطوا عليها أجهزة صغيرة قاذفة للنار، والفكرة إطلاقها على المدن التي تمتلئ ببيوت خشبية لتضطرم على أهلها، وأثبتت التجربة نجاح الفكرة...لكن ضد صاحب السلاح! فأثناء العمل على الخفافيش النارية أفرجوا عنها كلها بلا قصد، وفي 15 دقيقة أشعلت الخفافيش النار في القاعدة الجوية التي حَوَتها بشكل شبه كامل، بل حتى سيارة رئيس الجيش لم تنجُ من اللهب!
ألغى الأمريكان الفكرة بعد اتضاح خطورتها عليهم، وألغى الكثير غيرهم أفكاراً أخرى واجهت نفس الفشل.