د.ثريا العريض
كل المهتمين الواعين متفائلون بما نعايشه اليوم من تحول جذري في ثقافة الحياة والتعامل بين كل الفئات بتكاملية مطلوبة للوصول إلى أفضل النتائج, حيث سيسهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني إلى الأمام، وتسريع سد فجوات إهدار الطاقات والقدرات, وتسرب الثروات إلى الخارج في صورة تحويلات من المقيمين العاملين في القطاعين الخاص, والعام, نظاميًا أو خارج النظام.
الإجراءات الآن ستشجع تنافس المواطنين من الجنسين على التميز في أداء وظائفهم، وستقلص من تكاثر العمالة الوافدة وتقضي على ممارسة التستر على العمالة المخالفة. الأيدي والعقول المستقدمة لرخص تكلفتها، انتشرت في أجواء تعطيل الأيدي والعقول المواطنة, وبالذات الإناث.. ولكنها في النهاية تلتهم فرص عمل المواطنين, وتضر بمقدرات الوطن ونمو اقتصاده بصورة طبيعية.
بداية إيجابية واعدة تتكئ على حكمة توطين المهارات والوظائف والثقة بأن المواطنين والمواطنات, مع التحفيز والتأهيل والتدريب والمتابعة والمحاسبة والمكافأة, قادرون على تقديم ما يحتاجه الوطن من خدمات بكفاءة وجدارة.. وبثقة وإخلاص على المدى الطويل, قد لا تتوفران في الوافد مستقدمًا أو متسللاً أو متخلفاً الذي المتوقع الطبيعي أن يظل مهتمًا باستقرار أسرته في وطنه الأم أكثر من استقرار موقعه المتبنى إلى حين. شاركت في وضع ومتابعة خطة توطين طاقة العمل في أرامكو السعودية ومن حواراتي المهنية والعفوية مع زملاء فيها من المستشارين وحتى العاملين في الصيانة وأعمال السكرتارية, وأؤكد أن ما توصلت إليه أعلاه هو الحقيقة المؤلمة رغم اعترافي باحتياجنا لاستقدام المؤهلين والمؤهلات في المجالات غير المتوفرة محليًا في المرحلة الزمنية الآنية التي تتطلب تدريبهم بأعداد كافية وتشجيعهم بالمحفزات لكي تتغير مؤشرات وقيم الاختيار لمهنتهم التخصصية.
خلال مسيرة حياتي المهنية الحافلة كمتخصصة في التخطيط البعيد المدى للتنمية الشاملة، مدعمة بخبرة عملية في التخطيط العام وعضوية المجموعة الاستشارية للإدارة العامة في أرامكو السعودية, وتوجت بعضوية مجلس الشورى في أول دورة شملت السيدات، شاركت قبلها وبعدها بمقترحات قابلة للتنفيذ لتعديل الوضع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي على مستوى الوطن, بمرئيات لا تخل باستقراره.
أرى أن تفعيل سيدات مؤهلات بالتخصص والكفاءة والخبرة في عضوية المجالس العليا في الوطن, أو تكليفهن بمهام استشارية متعمقة ومتخصصة ضمن فريق مستشاري صانع القرار سيكون قرارًا بناءً. فالفريق الأقدر على التخطيط والإدارة وإثراء اتخاذ القرار هو الذي يجمع بشمولية فعالة قدرات ورؤى كل الفئات لتكامل ضروري من الموهوبين والخبراء والطموحين والمتخصصين, وذوي التجربة العملية رجالاً ونساءً.
فأولاً: الشباب من الجنسين, رغم الحماس والطموح, يحتاج على رأس العمل حكمة وخبرة ذوي التجربة, وهي مطلب أساسي ضروري لتكامل العطاء الشمولي, ومنع التعثر في مطبات اكتشاف المعوقات عبر المحاولة والخطأ المكلف وقتًا ومالاً.
وثانيًا وهو الأهم: تكامل جهود الفريق في أي موقع وظيفي مستنيرًا بذوي وذوات الخبرة سيسرع تحقيق أهداف الرؤية الطموحة، والوصول إلى تجسّد الوطن المنتج بأقل تكلفة وهدر وإثماره أفضل محاصيل.