رجاء العتيبي
في اليمن الأمور تسر على ما يرام, وكلها أيام وسنرى اليمن الحزين سعيداً بعد إعادة الأمل التي بدأتها قوات التحالف منذ 3 سنوات, وفي سوريا بدأت بعض القوات الروسية بالانسحاب، وضربت القواعد الإيرانية, وحسن نصر الله لا يزمر إلا من مخبئه وبدأ السوريون يعودون إلى وطنهم في بعض المدن, وفي قطر اجتثت دول المقاطعة السرطان السياسي حتى بات بلا أثر, وقبلاً أزيلت داعش من الوجود, وهزمت خلايا عزمي بشارة.
كوريا الشمالية بدأت بجدول زمني لتفكيك ترسانتها النووية, والبترول وصل إلى 80 دولاراً, وليبيا عادت إلى الوطن العربي واحتفلت قبل أيام بتحرير درنة من الدواعش, ومصر تخلصت من الإخوان, والبحرين انتصرت على الجيوب الإيرانية المزعزعة للأمن, وفقد العرب الثقة بقناة الجزيرة القطرية حتى بات لا يتابعها إلا المرتزقة والموتورون وبقية باقية من الإخوان والدواعش والحوثة.
كانت يد إيران مطلقة ثم قطعت, أزيلت عنها العقوبات ثم عادت أشد من السابق وسرت في جسدها ثورة تلو ثورة, كانت قطر تعيث في الأرض فسادا, ثم باتت جزيرة صغيرة جداً, وانكشفت نوايا حزب الله والأتراك للعالم, انخفض البترول إلى مستوى متدنٍ جداً 25 دولاً ثم ارتفع إلى 80 دولار.
ألم تسأل نفسك ما الذي حصل؟.. كيف كان العالم في عهد أوباما؟.. ثم كيف هو في عهد ترمب؟.. وبعبارة أدق؟ كيف شكل العالم في عهد الحزب الديموقراطي؟.. وكيف شكله في عهد الحزب الجمهوري؟.. شكلان مختلفان مباينان متضادان!!.
في عهد أوباما أطلقت الحريات للاتجاهات والشخصيات الشريرة, وتمت الاستعانة بها لخدمة مشروع الشرق الأوسط الجديد, خراب, دمار, حروب, ثورات، قتل, كيماوي, ولكن العالم في عهد ترمب عاد إلى نصابه, وتم تصحيح كثير من الأوضاع, تحولات إيجابية لا تخفى على المتابع.
مرة أخرى نطرح السؤال ما الذي حدث؟.. للإجابة على هذا السؤال علينا في البداية أن نتأكد أن أمريكا ليست كياناً واحداً, وإنما أكثر من كيان -وقلنا ذلك مراراً- من ضمنها الحزبان الكبيران: الجمهوري والديمقراطي, ولأن أمريكا دولة عظمى (أقوى دولة على مر التاريخ) فطبيعي أن يكون صراعها الداخلي - خارجي (يشمل الكرة الأرضية), ما يحصل في العالم هو إنعكاس صراع داخلي أمريكي, هذا كل ما في الأمر.
دعك من التحليلات والاستنباطات والتأويلات والفلسفات, العالم (ملعب) أمريكي، ويبقى الحزب الجمهوري أكثر أماناً وأقل شروراً, يعود العالم معه إلى طبيعته, وعناصر الخير تبرز أكثر, وتتضاءل قوى الشر, إنه صراع الخير والشر على مر الزمان, إذا أردت تتأكد قارن بين العالم في عهد أوباما والعالم في عهد ترمب, قارن بحياد وموضوعية وصدق. وستعرف النتيجة من تلقاء نفسك.