فوزية الشهري
النجاح لم يكن سلعة تُشترى، ولا إرثاً يورث ولا عطية تُعطى، بل هو حصاد عمل جبار وسهر بالليل والنهار وإصرار ومثابرة وتحدّ للعقبات، وعند قراءة سير الناجحين والعظماء نجد فيها المتعة والتشويق والفائدة فكأنها تشير لنا لدروب النجاح لنرتقي بها وتدلنا على دروب الفشل لندير لها ظهورنا، وقراءتها قد تختصر علينا مشواراً طويلاً
كما أنها تبعث الأمل عندما نرى نجاحهم رغم كل الصعوبات.
اغاثا كريستي بالنسبة لِي ولمن يحب الكتابة اسم ملهم، تلك الروائية الإنجليزية التي تعتبر بحسب تقارير اليونسكو أكثر كاتب بريطاني يقرأ له، يليها شكسبير، كما أنها أعظم مؤلفة في التاريخ من حيث انتشار كتبها وعدد ما بيع منها، ولقد وصل عدد ما طبع من رواياتها وكتبها ألفي مليون نسخة.
ولدت عام 1890م من أب أمريكي وأم إنجليزية وهي البنت الصغرى في أسرة مكونة من 3 أطفال، لم تذهب للمدرسة قط وقد تلقت تعليمها على يد أمها في المنزل وعانت صعوبة في فهم القواعد والتهجي وشجعتها أمها على الكتابة في وقت مبكر، بدأت بكتابة القصص التي كانت تصفها بأنها (قابضة للصدر) بعدها مقطوعات الشعر ثم كتبت أول رواية (ثلوج على الصحراء) التي لم تعجب إي ناشر وبقيت دون نشر، لم تيأس وكتبت رواية بوليسية (القضية الغامضة في ستايلز) ولَم تقبل هذه الرواية إلا عند الناشر رقم سبعة وقد طربت بهذا القبول ونشر هذه الرواية أدخلها إلى عالم الكٌتاب، تطوعت إبان الحرب العالمية الأولى كممرضة وتعلمت تركيب الأدوية والسموم وأثرها، كان لذلك أبلغ الأثر في كتابتها اللاحقة عن الجرائم، فشلت في زواجها الأول من الطيار العسكري الذي حملت لقبه طوال حياتها (ارشيبالدكريستي) وبعد عامين تزوجت من عالم الآثار الشهير (ماكس مالوان) الذي أتاح لها زيارة معظم بلدان الشرق الأدني ودارت أحداث رواياتها في هذه البلدان مثل (لقاء في بغداد) (وموت على النيل) وكان لإستقرارها مع زوجها الجديد انعكاساً إيجابياً على استقرارها الفكري والنفسي، تميزت رواياتها بالغور في أعماق النفس البشرية محللة كوامنها باحثة عن دوافعها بعبقرية فذة، وكانت رواياتها شريفة نظيفة ليس فيها مايخجل أو يخدش الحياء أو يثير الغرائز، من يقرأ رواياتها سيصل إلى نتيجة (أنه لابد للخير أن ينتصر)،كتبت بلغة سهلة سلسة لأن اهتمامها توجه لقرائها ولَم تحرص كثيراً على رأي النقاد، حصلت على ألقاب كثيرة منها (سيدة الرواية البوليسية) و(سيدة الأسرار) كتبت هذه الملهمة 67 رواية وعشرات القصص وكتبت 16 مسرحية أشهرها (مصيدة الفئران) وترجمت أعمالها إلى ما يقارب50 لغة حول العالم ..ومنحت وسام الأمبرطورية بدرجه السيدة القائد عام 1971م.
الزبدة
تأتي كل العظمة بالجراءة على الإقدام