نوف بنت عبدالله الحسين
مغبة الكلام مخيفة... وقد تكون متّهماً... ولن يرحمك أحد إن تغيّرت قناعاتك... وللأسف ستهتز الثقة مهما كانت النوايا إيجابية... إنه الكلام الذي يجعلنا دوماً في ورطة ولو بعد حين...
الكلمة تحمل الكثير من الدلالات والمعاني... فحتى الكلمات الساخرة إن انطلقت من شفاهنا دون حساب أو مراعاة سترهقنا مستقبلاً... تصبح الكلمة التي قيلت فيما مضى شاهداً لحاضر يدين سخريّتك ويؤوّل حديثك... فبالتالي تصبح الكلمة المدانة هي من تزج بك في متاهات الكلمة...
ليتنا نتدرب على الصمت... ونحسن رسم صورتنا عبر عمل نافع أو فكرة إبداعية أو إنجاز يسجل في مجالات الحياة المتنوّعة... بدل أن تكون أفواهنا مجرد أبواق مزعجة وحروفنا سهام تطلق بشكل عشوائي دون أي اعتبار لتصيب من تصيب وتخطئ من تخطئ... كيف لنا أن ندرس كلماتنا قبل أن نغرّد بها... مجرّد إطلاق للكلمات وكأنها غاز سام خانق...
ما الذي حدث بنا؟ وما الذي يدفعنا للاستعجال في رمي سهام الكلمات وتوثيقها صوتاً وصورة فتتداول وتدور بيننا... وهكذا تدان الكلمات حينما لا تكون مدروسة... وحين تصبح حياتنا مكشوفة... ومن ثم أي أزمة هذه التي نعيشها حين أصبحنا نشارك كل شيء الآخرين... وبالتالي نقع في زلّة لسان تديننا مدى العمر...
لو أننا نتّبع الهدي النبوي (قل خيراً أو اصمت)... لانتهت الكثير من القضايا قبل أن تبدأ... ولأصبحنا عنصرًا حيويًا يعرف متى يتحدث... بل لأصبح الضجيج في القيل والقال أقل وطأة... وسيقل حتماً نقل الكلام الذي ضره أكثر من نفعه...
الصمت دوماً ينقذ صاحبه... ويكسبه الوقار والتروي... ويرفع منزلته وقدره... ويجعل صورته أكثر نقاءً وبريقاً...
لذا ليس بالضرورة أن نتحدث عن كل قضية وكل حدث... وليس من الضرورة إرهاق الآخرين برصد المشاهد المزعجة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لنخبر الآخرين أننا متواجدون... الابتعاد عن الضجيج والصمت دوماً أسلم...
من فضلكم أحسنوا الصمت... وكونوا للصمت رفقاء...