«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
يعيش المتابع الرياضي بشكل عام في حيرة من أمره حينما تسأله عن المؤهل لتحقيق كأس العالم 2018 المقامة حالياً في روسيا، فجميع المنتخبات مستوياتها متذبذبة، وعلى الرغم من كوننا نتحدث بعد انتهاء دور المجموعات، إلا أنه لا يمكن أن نتوقع من الفريق أو الفرق التي من الممكن أن تحقق اللقب العالمي، أو حتى تتواجد في الأدوار المتقدمة من البطولة.
هذه النسخة من بطولة العالم قد تكون غريبة بعض الشيء، فبعد عدم تأهل منتخب إيطاليا «بطل العالم 4 مرات» ومنتخب هولندا «المتطور»، ها نحن نفقد «بطل النسخة الماضية» منتخب ألمانيا في أم المفاجآت، إذ لم يكن يتوقع أحد أن يخرج منتخب ألمانيا بهذه السهولة، ومن دور المجموعات، وبـ 3 نقاط فقط! ولكنها كرة القدم، لا تعترف بالكبير،» بقدر ما تعترف بمن يقدم داخل المستطيل الأخضر.
كما كنا قريبين من فقدان منتخب الأرجنتين، الذي وصل للمباراة الثالثة وهو لم يقدم ما يشفع له، وكان قاب قوسين أو أدنى من الخروج، ولم يشفع له تواجد الأسطورة الأرجنتينية ميسي حتى آخر مباراة، ولكنه في المجمل لم يقدم ما يذكر.
أيضاً، المنتخب الاسباني بطل نسخة 2010 والمنتخب البرتغالي بقيادة الأسطورة كريستيانو رونالدو لم يقدما في هذه البطولة المستوى الذي يجعلنا نقول انهما أفضل الموجودين، صحيح أنهما تأهلا لدور الـ 16، ولكن تأهلهما جاء بحسب هيبتهما واسم النجوم الموجودين في كل منهما.
أما فرنسا المليئة باللاعبين النجوم، فهي لم تقدم نصف مستواها، واكتفت بالتأهل دون أن جهد أو مستوى كبير، وهنا مكمن الغرابة، فان كان النجوم متواجدين، فلماذا لا يكون المستوى وفق المأمول..؟! ويبقى منتخب بلجيكا الذي يضم لاعبين مهمين في خارطة كرة القدم العالمية، ولكنه على الرغم من ذلك لم يكشر عن أنيابه حتى الآن. هذا التحليل وفق ما شاهدناه في دور المجموعات، ويبقى السؤال، هل سيتغير المستوى للأفضل مع تقدم الأدوار!؟ بالتأكيد ستتطور مستويات كل الفرق، ونحن أمام مباريات كبيرة جداً مثل مباراة فرنسا والأرجنتين، والأوروغواي والبرتغال، وهاتان المباراتان ربما تكونا حصيلة المونديال في دور المجموعات ودور الـ 16، فالمنتخبات الأربعة تضم نجوم العالم، وسنشاهد مباريات كبيرة.