سعد السعود
حفل المونديال العالمي في دوره الأول بالعديد والعديد من الدروس التي تفيد المتابع وتميط اللثام عن كثير من الأمور التي لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال.. ولعلي أعرج في النقاط التالية على بعض منها:
- المشجع هو سفير بلده.. فشوارع وأرصفة روسيا اكتظت بالقادمين لدعم بلدانهم.. والمدرجات تلونت بالكثير من الألوان.. الجميل أن أغلب المتفرجين لكل بلد اختاروا لوناً موحداً لدعم منتخبهم فكان المدرج أشبه بلوحة فنية.. والأهم من ذلك أن كل قادم عبّر عن ثقافة بلده.. فشكراً لكل من قدم صورة راقية وواعية لوطننا وكان فعلاً خير سفير لهذه البلاد الطاهرة.
- الروح الرياضية تكسب.. فأغلب المباريات اكتست بهذه الميزة.. فعلى المدرجات جلس المشجع بجانب منافسه بلا شغب أو مشاكل، فكان الحضور بمختلف الجنسيات لا يشوبه شائبة.. أما على الملعب فقلت الكروت بشكل ملاحظ.. بل وصل الأمر لتكون معياراً لتأهل فريق على آخر وكل ذلك تشجيعاً للعب النظيف.. ليكون تأهل اليابان للدور الثاني وهو المتساوي في كل شيء مع السنغال هو أكبر مكافأة لمن تخلق بالخلق الرفيع في تعاطيه مع المنافسين.
- من يأكل بيده يشبع.. فأغلب إن لم يكن كل الفرق التي قدمت العطاء في أول جولتين هي من تقدمت للدور الثاني.. فلم يكن هنالك قادم من الخلف باستثناء المنتخب الأرجنتيني والذي عانى الأمرين في أول لقاءين قبل أن يعود من بعيد ويتأهل بهدف الأمتار الأخيرة على حساب نيجيريا.. ولذا فالبدايات الجيدة في أي بطولة هي المتكأ في قادم الجولات للوصول لما هو أبعد.. أما التسويف والتفريط في الصيف فلم ولن يمنح الدفء بالشتاء.
- تقنية «الفار» شر لا بد منه.. فعلى الرغم مما قدمته هذه التقنية من عدالة بإعادة حق لصاحبه أو تصحيح خطأ من صافرة.. ورأينا ذلك كثيرا ويكفي أن نقول مثلاً إن عدد ركلات الجزاء في الدور الأول فقط في مونديال روسيا تجاوز عدد ركلات الجزاء في مونديال البرازيل كاملاً.. وبالتأكيد فجمالية هذه التقنية ألا مجال لمناقشة الشك فيها.. فهي تقطع قول كل خطيب.. لكن ما عاب هذه التقنية هو ما تستهلكه من وقت من زمن المباراة ما بين أخذ ورد بين الحكم وحكام الفيديو قبل أن يعود للقطة.. فضلاً عن أنه أحياناً ترتد الكرة للجهة المقابلة مع وجود خطأ يستوجب تدخل «الفار»، فما الموقف مثلاً لو سجل هدف وقد سُبق بخطأ أكده الفيديو؟!
- لا صوت يعلو عربياً على الأخضر.. فعلى الرغم من الغضب مما قدمه المنتخب في الجولتين الأولى من مستوى ونتيجة.. وكانت السبب في الكثير من الانتقاد.. حيث لم يترجم لاعبو الأخضر على أرض الملعب ما قدم لهم من معسكرات ومباريات.. إلا أنه في المقابل ما زال الأخضر وفياً لعادته في التفوق على المنتخبات العربية في المحافل العالمية.. فبعد التفوق على المغرب في مونديال 94م وعلى مصر بخماسية في بطولة القارات ومن ثم التعادل مع تونس في مونديال 2006م، إذ بالأخضر يكرر ذات سيناريو التفوق ويفوز على منتخب الفراعنة بثنائية في هذا المونديال.. ليؤكد أنه مهما علاه التعب إلا أنه يمكن أن يمنح الفرح كما اعتاد.
خاتمة
بوديسكو شبابي.. صفقة تعيد الروح لمحبي الليوث.. والذين يتوقون لماركاتو صيفي يزرع التفاؤل في نفوسهم بعدما طال الانتظار.