الفساد مصدر فَسَدَ يُفْسُدُ فَسادًا، وهو ضد الإصلاح. قال الليث: الفساد نقيض الإصلاح. وقال الراغب: الفساد خروج الشيء عن الاعتدال سواء أكان الخروج عليه قليلاً أو كثيرًا، وكل اعتداء على الدين، أو العقل، أو المال، أو العرض، أو النفس فهو إفساد. وأما الإفساد: فقد ذكر أهل العلم: أنه إخراج الشيء عن حالة محمودة لا لغرض صحيح.
- وضح الإسلام خطورة ظاهرة الفساد والتَّمادي فيها على حساب الإنسان والحياة، وحثَّنا على طلب الفضيلة والخير، بما يحقّق الإصلاح والتّوازن المطلوب لإعمار الأرض .
- نجد أن الفساد كان الانطباع الأول عند الملائكة في خلق الإنسان، وذلك قولهم: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء...} (30) سورة البقرة، هناك شبه تلازم في القرآن الكريم بين مصطلح (الفساد) وبين كلمة (الأرض)، فسوف نجد أن الكتاب الحكيم استخدم كلمة (الفساد) وتصريفاتها بحدود خمسين مرة، وفي جميع هذه الاستخدامات كان يرد اسم الأرض أو إشارة إليها.
- ويتمثّل الفساد في الحياة العامة في استخدام السلطة العامة من أجل كسب أو ربح شخص أو من أجل تحقيق هيبة أو مكانة اجتماعية، أو تحقيق منفعة عن طريق مخالفة القانون أو مخالفة التشريع، ويعتبر هذا السلوك غير قانوني وغير مشروع.
يظل الفساد بشتى أطيافه أحد معاول الهدم التي تواجه عمليات التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في الدول؛ ولهذا فأحسن وسيلة لمحاربة الفساد هو أن تكون هنالك خطة إستراتيجية شاملة لإعادة العدل بمختلف صوره في المجتمع من القمة إلى القاعدة، ومن القاعدة إلى القمة، وإنهاء الظلم وأشكال الاستغلال في كل المجتمعات من خلال ربط المسؤولية بالمحاسبة، مبدأ «من أين لك هذا» بداية في تقليل الفساد ومحاربته.