د.عبدالعزيز العمر
تخرج من كليات المعلمين التي كانت منتشرة في طول بلادنا وعرضها ما يقارب من مائة ألف طالب، جميعهم التحقوا بسلك التعليم. وبصفتي كنت عميداً للقبول والتسجيل في تلك الكليات دعوني أبوح لكم بسر ندرة ظهور البطالة بين خريجي هذه الكليات، كنا لا نقرر عدد من نقبلهم سنوياً في كليات المعلمين إلا بعد التشاور مع التعليم العام لمعرفة احتياجهم الفعلي من المعلمين. وعندما تأخر تعيين بعض خريجي هذه الكليات فترة من الفترات كان السبب هو عدم دقة البيانات المتعلقة باحتياج الوزارة من المعلمين، مما دعا وزير التربية والتعليم آنذاك (د. عبدالله العبيد) إلى انتقاد عمل إدارة التخطيط والإحصاء. لكن لماذا ظهرت اليوم البطالة بين خريجي أقسام التربية الخاصة؟ القصة هي كالتالي: توسعت وزارة التربية والتعليم في برامج التربية الخاصة إلى الحد الذي تصور معه الطلاب أن احتياج الوزارة من المعلمين في هذا التخصص سيظل قائماً لسنوات طويلة قادمة. فاندفع خريجو الثانوية ليتنافسوا على القبول في أقسام التربية الخاصة، ليصطدموا بعد تخرجهم بحائط البطالة، بل إن بعضهم مضى اليوم على تخرجه ما يقرب من عشر سنوات دون أن تلوح في الأفق أية فرص للتوظيف. يتحسر اليوم هؤلاء الخريجون على ضياع سنوات من العمر كان يمكن أن تحتسب ضمن خدماتهم وضمن رصيدهم التقاعدي. أمل خريجي التربية الخاصة اليوم هو بالله أولاً ثم بسمو ولي العهد قائد رؤيتنا المستقبلية التي يشكل خريجو الجامعات عمادها وحجر زاويتها، خريجو التربية الخاصة متفائلون خصوصاً أن ملكنا وقائد مسيرتنا قد بشرهم يالخير. أكاد أجزم أن سوق التعليم سوف يستوعبهم إذا ما تم استقطابهم كمساعدين لمعلمين أو إعادة تأهيلهم.