رقية سليمان الهويريني
تعد وزارة الشؤون البلدية والقروية جهازاً مركزياً تشريعياً وتنظيمياً ورقابياً، بينما الأمانات والبلديات هي أجهزة تنفيذية. وليت الوزارة تتخلى عن مركزيتها المتشددة؛ وتتجه لبناء منظومة مؤسسية متكاملة ومترابطة، وتطبق اللامركزية المعتدلة من خلال إعداد استراتيجية شاملة للقطاع البلدي ومنح الأمانات مزيداً من الصلاحيات للتطوير والإبداع وتحسين النظام التقني والتواصل المعلوماتي وتحقيق الاكتفاء المالي الذاتي.
ولن يتأتى ذلك إلا بتأهيل الكوادر البشرية وتطوير النظام المالي الداخلي. وعندئذ ينحصر دور الوزارة بمراقبة سير المشاريع ووضع مؤشرات قياس أداء الأمانات والبلديات، وتعزيز المشاركة المجتمعية في الرقابة من خلال الارتقاء بعمل المنصة التفاعلية لاستقبال الأفكار والمقترحات والشكاوى والتعامل معها بسرعة وجدية.
وغني عن القول أن الوزارة تواجه تحديات عدة منها تدني مستوى صحة البيئة ومقومات حماية المدن، ولتجاوز هذا التحدي ينبغي تحديث لائحة الغرامات والجزاءات عن المخالفات البلدية، حيث إن بعض السكان يكون طرفاً في انحدار هذا المستوى، فضلاً عن قصور نظم التخطيط والإدارة الحضرية الحالية عن تحقيق الاستدامة الحضرية، وتلبية احتياجات السكان مما يستدعي نهوض إدارة التخطيط بدورها ومعرفة الاحتياجات المستقبلية للسكان، والعمل على رفع معدل نصيب الفرد من الساحات والأماكن والمرافق العامة، حيث تجتاح المركبات النصيب الأوفر مع حاجة المارة لمزيد من المساحات والحدائق النموذجية المشتملة على ممرات ومضامير للمشي وممارسة الرياضة.
ولعل التشوه البصري المنتشر في شوارعنا يُضعِف كثيراً من المشهد الحضري، وهو تحدٍّ كبير للوزارة ينبغي معالجته من خلال تفعيل الزيارات الميدانية لمنسوبي الوزارة وتعزيز الدور الرقابي للمجالس البلدية. ناهيك عن التهاون والبطء في تنفيذ المشاريع العملاقة ضمن الجداول الزمنية المحددّة، والميزانيات المخصصة، والجودة المطلوبة وهو ما يلزم تطبيق نظام الحوكمة للشركات.
ورغم ذلك؛ لا يمكن تجاهل إنجازات الوزارة سواء بتوحيد الإجراءات ومتطلبات تقديم الخدمات البلدية للمواطنين، ورفع معدل نصيب الفرد من أطوال الطرق، وإحلال مصابيح الإضاءة بتقنية LED منخفضة الكفاءة بدلاً من الإنارة التقليدية، كما أن السرعة باعتماد المخططات في فترة وجيزة بجهود إدارة التنمية المكانية، وتحديث الاستراتيجية العمرانية الوطنية، يعد نجاحا باهرا نتمنى أن ينعكس على جودة الخدمات المقدمة لمواطن هذا البلد الحبيب.