د. محمد عبدالله العوين
قال لي الأستاذ حمد مرة في اتصال هاتفي: هل اسمك مفرد أم مركب؟ أنت حين تقدم اسمك في بداية نشرة الأخبار وتقول: يقرؤها محمد عبد الله العوين توحي للمستمعين أن اسمك: محمد عبد الله، على حين أنك تعني اسمك واسم والدك؛ فلزاماً عليك إضافة (ابن) بين الاسمين!
بعد هذه الملحوظة الوجيهة لم أنطق اسمي أو أي اسم آخر حين يكون منسوباً إلى أبيه إلا مسبوقاً بابن.
لم يكتف الأستاذ بذلك؛ فبعد أن أرسلت له نسخة من كتابي «المقالة في الأدب السعودي» بعث إلي برسالة مكتوبة على الآلة الكاتبة قبل أن يذيع ويشيع استخدام الكمبيوتر تضمنت أفكاراً مفيدة في قضايا كثيرة؛ منها ما هو علمي يتصل بنشأة الصحافة السعودية والبدايات المقالية في بعضها؛ كصحيفتي أم القرى وصوت الحجاز، ومنها ما يتصل بمجلة اليمامة وأثرها في بث الوعي وإيقاظ الهمم للنهضة التعليمية والأدبية والتنموية، ومنها ما يتصل بتشجيع النشر والتحفيز على البحث العلمي متفائلاً بما ينشر من دراسات وبحوث جديدة في تاريخ المملكة وأدبها.
وفي عام 1404هـ تم منح جائزة الدولة التقديرية الثانية للأستاذ أحمد عبد الغفور عطار مع اثنين آخرين من الأدباء هما الأمير عبد الله الفيصل وطاهر زمخشري فأعددت مقالة ضافية عن العطار لنشرها في ملحق خاص عن الجائزة في صحيفة المسائية ضمن إشرافي - آنذاك - على صفحاتها الثقافية، واتصلت بالأستاذ الجاسر ليكتب رؤيته عن الجائزة التي فاز بدورتها الأولى، وما يتذكره من سير الفائزين؛ فاستشاط غضباً من طلبي منه أن يكتب عن العطار، وكشف لي عن خلاف علمي عنيف قديم بينهما، وأظهر لي آراء نقدية عن بعض ما ألفه العطار وأن شكوكاً كثيرة تحوم حول من كتب له عدداً من الكتب التي نسبها إلى نفسه.
لم يكتف بما سرد لي من معلومات عن الخلاف بينهما؛ بل لامني أشد اللوم على مقالتي المعدة للنشر عن جهود العطار في خدمة التراث واللغة العربية.
وقد يكون مع الأستاذ الجاسر حق في نقده للعطار؛ ولكن مناسبة التكريم لم تكن الفرصة الجيدة لنشر ذلك النقد لو أردت نشر ما تحدث لي به.
وفي العام نفسه اتصلت بالأستاذ الجاسر للسلام ولمعرفة أي خبر جديد يستحق النشر في «المساء الثقافي» ووجدته متكدراً على غير عادته وقال: سأغلق مجلة العرب، فسألته: ماذا جد يا أستاذنا؟! قال: المجلة مكدسة في المستودع واشتراكات الدوائر الحكومية ضعيفة وأعباؤها المالية ثقيلة علي ولا أستطيع الوفاء بها؛ ولذلك قررت إغلاقها.
كتبت خبراً موجزاً وبعنوان مثير: الجاسر يوقف إصدار مجلة العرب!
وكان للخبر وقع صادم على كثير من قراء المجلة، واتصل الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - بالأستاذ الجاسر وحل معاناته من أعباء المجلة، وواصلت الصدور إلى اليوم.