د.عبدالعزيز الجار الله
تأكد نجاح مهرجان سوق عكاظ 2018م والذي افتتح يوم الأربعاء الماضي بعد (12) دورة أشرفت عليه إمارة مكة المكرمة وهي الحاضنة والمؤسس له، ثم تولته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ليكون مهرجاناً تاريخياً وثقافياً وسياحياً، فكان حفل افتتاح هذا العام تركز على العرض المرئي لكلمات مصورة لسمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، ولسمو رئيس هيئة السياحة الأمير سلطان بن سلمان تحكي مسيرة سوق عكاظ منذ إعادة إحيائه والمراحل التي مرَّ بها، وهي بادرة وفاء من هيئة السياحة التي استلمت سوق عكاظ من إمارة مكة المكرمة، حيث عمل الأمير خالد الفيصل منذ عام 1428هـ/ 2007م على تأسيس هذا السوق كملتقى تاريخي وثقافي سنوي إلى أن أصبح أحد المعالم السنوية لمهرجانات السعودية الوطنية.
هيئة السياحة تراهن على جعل سوق عكاظ الملتقى السياحي الأكثر جذبًا والذي يعيد للطائف الوهج السياحي، نظراً لتمتع الطائف بخصائص طبيعية وبشرية تأهلها أن تؤدي أحد المحاور البارزة في السياحة وجذب الأنظار إليها، وما سوق عكاظ إلا أحد العوامل النشطة في عودة الطائف إلى مكانتها السياحية التي تعود إلى فترات الممالك العربية القديمة قبل الإسلام، وخلال العصور الإسلامية، ثم أُعيد دوره في زمن التأسيس عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- والملوك من بعده، واليوم يشهد إعادة إلى استرجاع هذه الذاكرة والتاريخ ومستقبل صناعة السياحة.
سوق عكاظ هو أحد أسواق العرب الثلاثة قبل الإسلام: سوق مجنة، وسوق ذي المجاز، وسوق عكاظ التي ارتبطت بالحج. وإلا فإن أسوق العرب عديدة وكثر ارتبطت بالتجارة والحج قبل الإسلام، وكانت تظهر قوة العرب ضد خصومها وأعدائها: من الشرق الفرس، ومن الشمال الروم وبيزنطة، ومن الغرب والجنوب من الأحباش. ولربط حاضر المنطقة بماضية فالظروف السياسية لم تتغير هم نفس غزاة الأمس ونفس المخاوف والتهديدات على الجزيرة العربية وعلى الأرض العربية أجمالاً، لكن الفارق أننا اليوم أكثر قوة واستعدادًا من قبائل عرب الجزيرة في القوة: السياسية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية، حيث كانت قبائل العرب في عكاظ تشحذ الهمم وتحشد القوى العربية ضد الغزاة الطامعين بأراضي جزيرة العرب.
سوق عكاظ في ظل دولتنا الحديثة يعمل لتوطين السياحة الداخلية، ويبرز قوة الاقتصاد المحلي ويذكر بأيام العرب الخالدة حين كنت قبائلنا وما زلنا نفتدي بدمائنا السعودية وندافع عن القضايا العربية ليس في محيط الجزيرة وأنما ندافع عن التراب العربي.
نحن نحتاج لسوق عكاظ وغيره لنظهر للعالم مدى ما نتمتع به من قوة سياسية واقتصادية وإعلامية لدحض الخصوم وإيقاف أطماعهم.