عوض القحطاني - «الجزيرة»:
عقد رئيس هيئة التفاوض السورية الدكتور نصر الحريري مؤتمراً حول الثورة السورية واستهله بكلمة قال فيها: إنه ضمن مسلسل الجريمة المستمرة الذي انتهجه نظام بشار الأسد المجرم منذ عام 2011 وحتى هذه اللحظة مروراً بمجازر متعددة في حمص، حلب، الغوطة الشرقية، واليوم درعا، مهد الثورة السورية وشرارتها، اليوم درعا بلد الخير والعطاء تتعرض لهجمة عسكرية وحشية يقودها النظام، نظام بشار الأسد أو ما تبقى منه، مدعوماً بميليشيات إيرانية ومرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، وبإسناد وغطاء جوي روسي لم تترك شيئاً إلا وفعلته.
وأضاف أن اليوم لو اطلعنا على ما يجري في درعا لشعرنا أننا نعيش في عار وشنار وعيب سيذكره التاريخ على مر العصور. الطيران الروسي الذي يدعي كاذبًا يحارب الإرهاب يحارب النساء والأطفال والرضع والمدنيين الذين رغبوا أو سيرغبون بالخروج على نظام بشار الأسد، هذا الطيران الروسي لم يستهدف قواعد لداعش، أو للنصرة، وإنما استهدف ملجأً يؤوي عشرات المدنيين.
يجب على المجتمع الدولي أن يشعر بالعار والنقص أمام هذه الجرائم، هذه ليست أول جريمة في سورية، والجرائم ترتكب منذ ثماني سنوات والمستهدف فيها أطفال، ونساء وشيوخ، وحتى البهائم والحيوانات، وهم استهدفوا كذلك المشافي والمخابز، جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ترتكب بعضها فوق بعض لتذكر العالم على مر التاريخ والعصور بهذا العار.
أمام هذه المجازر لا نرى تحركاً، نحن نعلم، أن الدول يصعب عليها تقديم الدعم منفردة دون أن يكون هناك قرار من قائد العالم: الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن لم نسمع أن الولايات المتحدة الأمريكية تستطيع أن تمنع دولة أخرى من تقديم الطحين أو الخيام أو البطانيات، ولا نعلم أن الولايات المتحدة ستعمل على منع دول ما من إصدار البيانات والتصريحات، أو تنديد أو شجب، حتى التنديد والشجب بخل به علينا أصدقاؤنا وتركونا أمام هذه الآلة العسكرية الهمجية التي تحرق الأخضر واليابس في سياسة الأرض المحروقة، همجية يرتكب فيها الروس والإيرانيون بشكل أساسي وما تبقى من قوات النظام جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يجب أن يحاسبوا عليها، حاولت قوات ما يدعى بالنمر أن تفتح معارك عسكرية في درعا، فكان آلاف القتلى من طرف النظام، وآلاف الجرحى، حتى أتى المتغطرس الروسي ليحاول أن يكسر إرادة الشعب السوري، فما كان من شبابنا إلا أن اتخذوا قرارهم بأن الثورة السورية لا يمكن أن تترك مجالاً لمحتل ولا أن تعلن الهزيمة.