د. محمد بن صالح الظاهري
لم يتخيل أياً منا إلى وقت قريب أن تقود المرأة السعودية سيارتها، لأسباب وحثيثيات لم تكن منطقية على الإطلاق، بل كانت لظروف غريبة وغير معقولة باعتبار أن قيادة المرأة لسيارتها غير محرمة شرعاً بنص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وإجماع العلماء، إنما كان رفض هذا الأمر عائداً لعدم تقبل المجتمع كما يشاع في تلك الفترة لموضوع أن تقود المرأة سيارتها فيما ذات المجتمع وبصورة غريبة تقبل ركوب المرأة مع السائق بمفردها في تناقض غريب، إذ كان الأغلبية يرون أن تقود المرأة سيارتها أفضل لها من أن تركب مع سائق بمفردها إذا نظرنا للأمر من ناحية دينية، كما أنه أوفر لها من الناحية الاقتصادية أيضاً.
وبصرف النظر عن كل ما فات وبدون العودة إلى الماضي وإلقاء اللوم هنا أو هناك، هاهو ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وساعده الأيمن أمير الهمة والقمة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع «أيدهما الله وحفظهما ووفقهما»، يمنحان المرأة حقها في قيادة مركبتها وقضاء حوائجها وأسرتها، ولتكون عوناً لوالدها وزوجها وإخوتها وفقاً لأنظمة وقوانين تكفل لها ممارسة هذا الحق دون تجاوز منها أو عليها.
لقد آثار إعجابنا جميعاً حالة التأييد الكبيرة من رجال وشباب المملكة العربية السعودية لقيادة المرأة سيارتها على أرض المملكة بعد طول انتظار غير مبرر جعل المملكة تحت ضغوط كبيرة لأنها البلد الوحيد في العالم الذي لا تقود فيه المرأة سيارتها، وهو ما سبب حرجاً كبيراً لنا ولبلادنا، ولكن مع هذا الملك العادل القوي بات هذا الأمر من الماضي، وذلك بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل رؤية المملكة 2030 المباركة التي يقودها شخصية تعلق عليها آمال كبيرة في قيادة وطننا وشبابنا إلى حيث المكان الذي يليق بهم وبدولتهم العظيمة.
هنيئاً لكل النساء في مملكة الشموخ والعزة، مملكة التطوير والتنوير، قيادتهن لسياراتهن، وحفظ الله قيادتنا الرشيدة وبلادننا الحبيبة وشعبها المخلص الوفي.