هالة الناصر
تشهد بلادنا الحبيبة نقلة حضارية لم تشهدها منذ تأسيسها، على كافة الأصعدة والمجالات هناك إصرار حقيقي من الجميع على جعل الوطن يتسيد الأولويات العامة والخاصة، صار لدينا ثقة وأمان بأن بلادنا ستصل بإذن الله لمكانها ومكانتها الحقيقية التي تستحقها، والتي تعطلت عن الوصول إليها بسبب الفساد والبيروقراطية المقيتة التي أخرتنا عشرات السنين عن اللحاق بالأمم الأخرى، لاسيما ونحن لا ننقص عنهم بشيء سوى أن نتكاتف في حربنا ضد الفساد، وننتزع مجتمعنا من بعض التيارات المتطرفة التي تسعى لاختطاف بعض أبنائنا وتسييرهم عبر غسيل أفكارهم وتهشيش مناعتهم الفكرية للسيطرة عليهم وقلبهم من كائنات بشرية ذات بعد إنساني وحضاري إلى قنابل موقوتة.
العهد السعودي الجديد وقادته - حفظهم الله وأيدهم بنصره- غلّبوا مصلحة الوطن فوق أي مصلحة أخرى، وقرروا تذليل كل الصعاب التي تعيق ازدهاره ونموه بشكل مؤسس وعميق يعيد هيبة الدولة العميقة المنيعة ضد المفسدين أو المحرضين أو الحزبيين، مما أجبر الإعلام العالمي أن يتعاطى مع حزمة الإصلاحات السعودية بمصداقية كبرى سادت عناوينها أغلفة وشاشات منصات اعلامية عالمية كبرى، من أهم هذه الاصلاحات قرارات تمكين المرأة السعودية كشريك حقيقي في بناء الوطن، حتى وجدت المرأة السعودية كافة الأبواب التي كانت تقفل بوجهها دون سبب حقيقي، وقد فتحت على مصراعيها، وحان الوقت المناسب لدعم قوة هذا التمكين بتأسيس اتحادات رياضية نسائية تعيد حق المرأة السعودية في ممارسة الرياضة، هذا الحق الذي تسبب غيابه حتى في تهالك صحتها الجسدية والنفسية حيث لا وجود لحصة الرياضة للفتاة السعودية في المدارس والجامعات، وهو ما نتمنى تحقيقه في القريب العاجل لأنه يقف كدليل يستخدمه كل من يستخدم ملف حقوق المرأة لمهاجمة السعودية، ولقد رأينا مدى تحضر مجتمعنا ووعيه في أول يوم قامت فيه المرأة السعودية بقيادة السيارة، وهو ما يثبت أن حقوق المرأة جميعها لا يشكل تحقيقها أي ممانعة اجتماعية سوى في عقول بعض الحزبيين والذين يخدمون أجندات دول معادية أخرى وهدفهم إثارة البلبلة والفتن واستمرار التحريض ضد أي قرار وأي حدث.