موضي الزهراني
عندما طالب الدكتور زهير الحارثي في عام 2009م، وتلاه بعض من أعضاء مجلس الشورى من سنوات مضت «قانوناً لمكافحة التمييز العنصري» لم يكن ذلك من فراغ! حيث إن التحريض على الكراهية والتمييز والتعصب القبلي ضد بعض القبائل والأشخاص ما زال مستمراً ويطفو على السطح الاجتماعي! ومن خلال بعض الاحتفاليات الاجتماعية بدون أي خوف أو تردد من بث روح الكراهية والانتقاص من شأن الآخر للأسف الشديد! ولن نقول إن هذه الممارسات عشوائية أو غير مقصودة، بل مضامينها تدل على الكراهية والتعصب القبلي الذي أساء لتقدمنا في مؤشرات الوعي السلوكي والثبات الأخلاقي السمحَ مع الآخر! والدليل تلك المشاهدات المؤسفة التي حدثت خلال شهر رمضان الكريم من حيث انتشار بعض مقاطع فيديو لا تدل على أي روح إسلامية معتدلة يحملها أصحابها! وذلك لتضمينها نعرات قبلية واتهامات أخلاقية لمناطق معينة في المملكة! وبالرغم أن النائب العام تحرك عاجلاً ومشكوراً بإصدار أمر بالقبض على أصحاب هذه المقاطع للتحقيق معهم ومحاسبتهم، إلا أن الوضع بحاجة لتحرك نظامي أقوى! كذلك انتشرت في حفلات عيد الفطر المبارك الكثير من مظاهر الاحتفال بالعيد لا تدل على الروح الإسلامية بصلة، لأنها تجاوزت الحد الطبيعي والمعقول للاحتفال بمظاهر العيد سواء على المستوى العام أو الخاص! حيث حملت مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة «السناب شات» صوراً حيَة من واقع منازل واستراحات وقصور المحتفلين بتلك المظاهر بطريقة نأسف لها كمسلمين المتوقع منا أن نمثَل ديننا الإسلامي خير تمثيل أمام العالم كله الذي يعاني كثير من شعوبه الفقر والتشرد والفاقة! هذه النعرات القبلية والتقليل من شأن الآخر، والتعمق في أخلاقيات طبقة دون الأخرى، وذاك البذخ والتفاخر بالمال والطعام والإسراف المبالغ فيه من أجل التصوير ونشر المقاطع اليومية بدون مراعاة لما نهانا عنه ديننا الحنيف «إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً» يحتاج لتدخل نظامي قوي ثابت يساهم في زرع المبادئ الأخلاقية لمن لا أخلاق له! وفي نشر الوعي السلوكي لمن لا ثقافة سلوكية له! وفي معاقبة من لا خوف لديه ولا اعتبار للأنظمة القانونية، ولا للآداب العامة! وأتمنى تضمين مادة ضمن المشروع تتناول الحد من التبذير لأنه يتعلق بالمفاخرة المرتبطة بالمستوى الاجتماعي، وإقرار «نظام مكافحة التمييز العنصري» عاجلاً وذلك للحد من مؤامرات دنيئة ضد الوحدة الوطنيةبدأت في الانتشار في وقتنا الحاضر، وكذلك لمعالجة تلك السلوكيات الطائشة التي يتعمد ممارسيها لتشويه مكانتنا وصورتنا الإسلامية أمام العالم الإسلامي الذي ينظر لنا نظرة تقدير واحترام وتمجيد خاصة لوجود «الحرمين الشريفين» على أرض الوطن! ولقول رسولنا الكريم أكبر دليل «لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى».