الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
أكد معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي المستشار في الديوان الملكي، وعضو هيئة كبار العلماء أن الإسلام رسالة عالمية للبشرية أجمع وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا)، (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ وهو الرسالة الخاتمة للإنسانية، تضمن أصول الرسالات الإلهية السابقة كلها، وهناك مشتركات إنسانية تتفق عليها مختلف الأديان والحضارات، مثل: المحافظة على الأمن، ومكافحة الإرهاب، والابتعاد عن الظلم، ورعاية حقوق الإنسان.
مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية مرتبطة بالإسلام، وهي دولة منفتحة على العالم وتتعاون مع الدول والشعوب الأخرى، وتهتم بالقضايا الإنسانية، وأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله - حريصان كل الحرص على تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في العالم.
وأكد د. عبدالله التركي على أن الصراعات في العالم تنشأ بسبب عدم وضوح الرؤية بين الأطراف وعدم التعاون في المشترك الإنساني، لافتاً أن هناك من يدعو إلى صراع الحضارات ويستغل هذا الصراع لمصالح إقليمية أو دولية تحت أي غطاء.
وبيّن معاليه أن الرسالات الإلهية في أصولها لا خلاف بينها في السعي لإسعاد البشر، وأن الخلافات بين الأتباع نشأت من عدم التقيد بالنصوص أو فهمها فهماً خاطئاً، وأكد على أن الإرهاب لا دين له ولا وطن، والإسلام دين رحمة، فهو ضد الإرهاب والتطرف، مشيراً إلى جهود المملكة العربية السعودية وتواصلها في عقد المؤتمرات والندوات واللقاءات التي تبين الإسلام الصحيح، وأنه يحارب الإرهاب، ويدعو إلى التعاون بين الحضارات والشعوب والدول أجمع.
ومن جهةٍ أخرى حذر معالي د. عبدالله التركي من النزاعات الطائفية والحزبية والفرقة بين المسلمين التي نهى الإسلام عنها، وأنها من أقوى أسباب ضعف المسلمين، وذهاب ريحهم، قال تعالى: وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (سورة الأنفال/ 46)، وحض على التآلف والاجتماع شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ (سورة الشورى/ 13)، لما في ذلك من جمع الكلمة ووحدة الصف.
ودعا معاليه إلى التضامن الإسلامي والاجتماع على كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى تتهيأ الأجواء للتعاون في مختلف المجالات، ويظهر المسلمون بمظهر إيجابي يساعدهم على أداء رسالتهم بطريقة حضارية تحسن التعامل مع مستجدات العصر ووسائله وقضاياه، مشدداً على أن الطائفية لا تنتشر إلا في حال ضعف المسلمين وبعدهم عن دينهم الصحيح الذي كان عليه صحابة نبيهم صلى الله عليه وسلم والصالحون ممن تبعهم بإحسان، فهو المخرج الوحيد من هذه الفتن.
أما أن يتأثر كثير من المسلمين بالمستجدات العصرية وما فيها من مشكلات، ويتأثروا بوسائل الاتصال الاجتماعي وما فيها من سلبيات، فهذا أمره خطير على المسلمين.
وسأل معالي الدكتور عبدالله التركي المولى عز وجل أن يجمع كلمة المسلمين على اتباع كتابه المبين وهدي نبيه الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأن يوحد صفوفهم، وأن يؤلف بين قلوبهم وأن يجنب أمتنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحفظ مملكتنا الغالية وقادتها الكرام، وينصر بهم دينه، ويعلي كلمته.