عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، وسقوط النازية في ألمانيا، شرعت الولايات المتحدة الأمريكية، في واحد من أكبر المشاريع الإعمارية في التاريخ، لقد كان مشروع مارشال، مشروعاً إستراتيجياً بامتياز، فالولايات المتحدة، التي برزت كقوة عالمية أولى بعد الحرب، أرادت تأكيد تفوقها، وحضورها في القارة القديمة، وأرادت أيضاً، ضمان عدم اندلاع حرب عالمية أخرى في أوروبا.
أبقى هذا المشروع أوروبا قوية متماسكة، وبعيدة عن الشيوعية الآخذة في التمدد آنذاك، لقد كان مشروعا ناجحاً بكل المقاييس، أدركت أميركا مبكراً، الدور الهائل الذي سيحققه مشروع مارشال الكبير.
كان المشروع الطموح جزءاً مكملاً للحرب، وليس منفصلاً عنها، فالحرب والأهداف النهائية لها، لم تنتهِ باستسلام ألمانيا عام 1945م، بل كانت نهايتها الحقيقية، باكتمال المشروع الكبير، لإعادة تعمير أوروبا وتأهيلها.
هذا المشروع، ضمن الأمن، والاستقرار، والتفوق الأمريكي في أوروبا، أكثر مما ضمنته الحرب العسكرية وحدها.
اليوم تخوض المملكة العربية السعودية، وحلفاؤها، حرباً عسكرية في اليمن، تتمثل في القضاء على الحوثي، وإعادة الشرعية المسلوبة من المستعمر الإيراني، وعملائه المحليين.
إلا أن السؤال المطروح، هل من شأن هكذا مشاريع، أن تضمن مستقبلاً، أمن، واستقرار اليمن؟ وهل نحن فعلاً، بحاجة لمشروع مارشال جديد في اليمن، على غرار مارشال الأمريكي في أوروبا؟
الحرب اليوم، وأهدافها الاستراتيجية، يجب ألا تنتهي بانتهاء الجانب العسكري منها، بل لابد من إعادة الإعمار، والبدء بعمليات تنمية واسعة، تضمن استقرار اليمن، وتضمن أيضاً وقف التمدد الخارجي، أياً كان نوعه، والذي لن يكون، إلا على حساب العمق الإستراتيجي للمملكة العربية السعودية. وهو المقصود بإعلان المملكة مشروع إعادة الأمل لليمن.
-التغلغل الإيراني والوجود الحوثي كنموذج- وما يتبع ذلك، من تداعيات كانت ستؤثر سلباً، على أمن واستقرار المنطقة لولا قيادة المملكة للتحالف العربي الذي حال دون تنفيذ وإنجاح المؤامرة الإيرانية.
** **
s.hothaly09@gmail.com