فيصل خالد الخديدي
مع التسارع الذي يعيشه العالم من عصر المعلومات إلى عصر اقتصاديات المعرفة باتت المعلومة مهمة ومن يمتلك المعلومة والمعرفة الصحيحة والموثقة أصبح يمسك زمام كثير من الأمور التقدمية والتطويرية بل أصبحت قوة الأمم في امتلاكها المعلومة وتحويلها إلى معرفة وحتى الاقتصاد الجديد أصبحت أصوله المهمة هي المعرفة الفنية والإبداع والذكاء والمعلومات.
ومن هنا تبرز أهمية المعلومات الموثقة المبنية على بيانات صحيحة مبوبة ومصنفة وفق قواعد يسهل الوصول لها بشكل سري وآمن والاطلاع على محتوياتها وتصنيفاتها ونسبها، وقواعد البيانات هي عبارة عن مجموعة البيانات المتعلقة ذات الصلة ببعضها تنظم وتسجل بعدة طرق منها الشبكية أو الهرمية وغير ذلك من أنواع تسجيل قواعد البيانات.
وبالنظر في واقع التشكيل السعودي ومسيرته يتضح عدم وجود قاعدة بيانات موحدة ورسمية تضم شتات الفنانين وتوثق أسماءهم وسيرتهم ومسيرتهم، بدءاً من الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي كانت المظلة الرئيسة للفنون التشكيلية ومروراً بوزارة الثقافة والإعلام بأذرعها المختلفة سواء من جمعيات ثقافة وفنون أو الجمعية السعودية للفنون التشكيلية, وإن وجدت قاعدة بيانات عند بعض فروع الجمعيات فهي باجتهاد فردي ولا ترتبط بقاعدة منهجية موحدة ولا حتى ترتبط بغيرها من بيانات في فروع أخرى فهي خاصة بفناني المنطقة التي يرعاها الفرع من حاملي بطاقة العضوية فقط, وعلى مستوى الاجتهادات الشخصية كانت هناك مبادرة لم تكتمل ولم تر النور من قبل الفنان أحمد فلمبان الذي تقدم بمشروع، عمل عليه على مدار أكثر من عشرة أعوام، يتضمن إعداد قاعدة بيانات شاملة يحفظ من خلالها الكثير من المعلومات عن الفنانين, وأيضاً على مستوى الكتب المؤلفة في مسيرة التشكيل السعودي لم توفر قاعدة بيانات وفق منهجية وإن وجدت بعض الملامح لقاعدة بيانات فهي غير محدثة ولا متجددة.
إن الحاجة الآن ملحة وضرورية والظروف مهيأة ومتاحة لإنشاء قاعدة بينات تعتمد على تصنيف منهجي لفئات التشكيليين بين ممارس وهاوٍ وموهوب، وتحت منصة رسمية محايدة متمثلة الآن في وزارة الثقافة، وتكون قاعدة البيانات الرسمية مشروع دولة ضمن مشاريع الوزارة الرسمية التي تستحق الدعم والعمل المنهجي وخروجها عاجلاً للنور بشكل يليق بالفن السعودي ويوثق له.