أحمد بن عبدالرحمن الجبير
بلا شك أن قرار انضمام المملكة لمؤشرات الأسواق الناشئة يعتبر تحولاً كبيراً لسوق الأسهم السعودي، ويعد خطوة إيجابية، وممتازة تجعل من سوق الأسهم السعودي يتماشى ويتناغم مع تطور القطاع المالي السعودي في ظل الخصخصة، وعدم الاعتماد على النفط، وضمن اتجاهات برامج التحول الاقتصادي 2020م، والرؤية السعودية 2030م، والتي يقودهما سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بكل اقتدار.
فقرار الانضمام يعتبر خطوة جيدة وممتازة تضع السوق السعودي على الطريق الصحيح، فهي ستدفع لمأسسة السوق، وستعمل على جذب كثير من الاستثمارات العالمية التي تقدر بمليارات الدولارات. وقد يشهد السوق السعودي تدفقات نقدية ومالية كبيرة خلال السنوات القليلة المقبلة، من خلال جذب الاستثمارات العالمية، وطرح أسهم شركة أرامكو السعودية الذي سيكون له أثر إيجابي وممتاز في رفع قيمة شركات الأسهم السعودية على المؤشرات.
واتخذت مؤشرات الأسواق الناشئة قرارًا بضم السوق السعودي بعد استيفاء أسواق المملكة لمتطلبات الانضمام، ففي مارس الماضي قرر مؤشر فوتسي راسل ضم السوق السعودي، والآن مؤشر مورغن ستانلي يتخذ قراره بضم السوق، فالسوق السعودي بعتبر الأكبر وزنًا في مؤشرات أسواق الشرق الأوسط، ويبلغ وزنه 2.7% من مؤشر الأسواق الناشئة، وسوف ترتفع النسبة إلى 4.6 % بعد إدراج شركة أرامكو في السوق.
ويعتبر الانضمام ضمن إنجازات هيئة السوق المالية السعودية، حيث يعد السوق بهذه الترقية خامس سوق عربية بعد دبي، وأبوظبي، ومصر، والكويت، والتي تم ترقيتها في الأعوام السابقة، وسينعكس أثره إيجابًا على الاقتصاد السعودي، وسيكون هناك تداولات عالمية كبيرة للاستثمار في الأسهم السعودية، حيث تبلغ قيمة سوق الأسهم السعودي حالياً أكثر من 500 مليار دولار، ونطمع في المزيد في السنوات القادمة.
كما سبق الانضمام لمؤشرات الأسواق الناشئة عدة إجراءات واصلاحات، وأنظمة من هيئة سوق المال السعودي من أجل إصلاح أسواق الأسهم في المملكة، وكان أبرزها الحوكمة، والشفافية والرقابة والمحاسبة، والوضوح والقضاء على الشائعات، وتوصيات التواصل الاجتماعي، وتحديث أنظمة التسويات، وتسهيل القيود المفروضة على تملك الأجانب للأسهم السعودية، ليحتل سوق الأسهم السعودي المرتبة 10 ضمن قائمة الأسواق الناشئة.
ونحن متفائلون بهذا الانضمام، والذي أداء إلى ارتفاع الأسهم السعودية بنحو 10% منذ بداية العام الجاري بسبب التوقعات الإيجابية بشأن انضمام سوق الأسهم السعودي لمؤشرات الأسواق الناشئة، وأصبح من ضمن الأسواق العالمية الناشئة والناجحة، وخاصة الأسواق القريبة منا مثل ماليزيا، والهند ودبي. وصار السوق يعمل بقوة، وعزز مكانة هيئة سوق المال السعودي، ورسخ وجود قواعد لها وتقاليد، وأصول عمل واضحة وثابتة.
ونؤكد للعالم أجمع بأن اسواقنا السعودية قوية، وقادرة على تحقيق النجاحات، وجذب الاسنثمارات العالمية، وأن هيئة سوق المال السعودي تعمل بشفافية ووضوح، وتقول للعالم أجمع إن مؤسساتنا وشركاتنا قوية، وقادرة على تحقيق النجاحات، وإثبات جدارتها في الأسواق المالية العالمية، فهي تعمل من أجل بلدنا وقيادتنا ومواطنينا، وعلى قدر المسؤولية التي عهدت إليها من ملك الحزم والعزم الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله.