أ.د.عثمان بن صالح العامر
بالأمس أعني صباح الثلاثاء الماضي اتصل بي رقم ثابت من العاصمة الرياض، والاتصال من ثابت حري أن يرد عليه فوراً، فكيف إذا كان من العاصمة الحبيبة، سلمت الأخت المتصلة ثم عرفت بالمركز الذي تمثله وبينت أنها تريد تقصي الرأي العام على عجل من خلال الجوال، كما هي وظيفة المركز الأساس، سألت فوراً عن كوني سعودي الجنسية أو لا؟، وقلت لها قبل أن تطرحي هذا السؤال كان من الأجدى علمياً أن تأخذي رأيي في موافقتي على المشاركة في هذا الاستطلاع من عدمها، وتعرفين بالمجال الذي سيتم الاستطلاع حياله، بررت بأدب جم، ثم بدأت تطرح أسئلة الاستبانة التي كانت عن (العلاوة السنوية).
بصدق سرني وجود مراكز مرخصة تابعة للقطاع الخاص تقوم باستطلاعات الرأي السعودي العام حيال القضايا التي تهم المواطن، وأن تكون عينتهم عشوائية وتصل إلى جميع شرائح المواطنين وفِي جميع مناطق المملكة، وهذا ما سبق أن أبديت في هذه الزاوية توقي إلى وجوده في جميع ملفاتنا المفتوحة، وبكل مفاصل مساراتنا التنموية لتشمل القطاعات الثلاثة المعروفة (الحكومي والخاص والأهلي الخيري)، خاصة اليوم ونحن نعيش ونعايش برنامج التحول الوطني الرائد 2020 في ظل التطبيق الناجز والفاعل لرؤية المملكة 2030 التي تعد شباب المواطن هم رهان المستقبل الذي نخوض به معركة الوصول إلى منتدى الكبار في عالم لا يعترف إلا بمبدأ القوة بدلالاتها الشمولية التي لا تخفى.
بعد أن انتهت المكالمة التي كانت أسئلة المعلومات العامة (الديموغرافية) أكثر وأدق من الموضوع الأساس محل الاتصال، رجعت لجوجل للتأكد من شرعية المركز ومصداقية المتصل فالتخوف اليوم من مثل هذه الاتصالات يطرق الأبواب، ولذا كانت التحذيرات من الجهات الرسمية ذات الاختصاص مشددة ومتكررة من أي اتصال يصل إليك، ولذا أعتقد أن من الأهمية بمكان التسويق الإعلامي الجيد لهذه المراكز والتعريف بها وبأرقامها بشكل واسع، وربما تحقق هذا الأمر من قبل ولكن قد يكون التقصير مني أو أن الصوت لم يصل صداه إلى المنطقة التي أقطن.
عموماً أشكر المركز على هذا الجهد وإن كنت أتحفظ - إن كان لي ذلك - حيال صياغة بعض التساؤلات والخيارات المحددة لها، كما أنني كنت أتمنى زيادة المخصص منها عن الموضوع محل الاستطلاع (العلاوة السنوية) وجعل أسئلة خاصة بالرؤية الاستشرافية المستقبلية للعلاوة السنوية على ضوء ما هو مطبق ومعمول به في الدول المتقدمة.
أشكر وأثمن وأقدر وأجل من منح الثقة لهذه المراكز الخاصة المتخصصة بالتغذية الراجعة، فتتبع الرأي العام ومعرفة ما هو في خلد المواطن ويخالج صدره دليل نجاح وضمان تميز وتفوق، وليس هذا بمستغرب على حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه، وجزماً هو حاضر دوماً في ذهنية مهندس الرؤية 2030 وعرابها ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وفقه الله وحماه، ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.