جدة - عبدالقادر حسين:
توقعت عدد من الاقتصاديات وسيدات الأعمال أن تسهم قيادة المرأة للسيارة في توظيف أكثر من 500 ألف سعودية خلال السنوات العشر المقبلة، إضافة إلى إنهاء الكثير من المشاكل التي تعاني منها الشركات والمؤسسات التي تعمل على توظيف النساء، حيث تمثل مشكلة المواصلات العائق الرئيسي في عملية تأنيث الكثير من الوظائف.
وأكدن أن القرار التاريخي الذي جعل السعوديات يعشن هذه الأيام أجواء فرائحية سيكون مصحوباً بالكثير من الإيجابيات وأهمها الحد من استقدام السائقين وتحقيق وفر كبير للاقتصاد الوطني، مع حماية الأطفال وطلبة المدارس من التهور والحوادث التي تتكرر بشكل شبه يومي، إضافة إلى مساعدة محدودي الدخل من النساء على كسب رزقهن من خلال عمل شريف.
وقالت الشريفة إيمان فيصل آل غالب «سيدة أعمال»: إنها لحظة تاريخية مهمة تعيشها كل سيدة سعودية بعد أن تحقق حلمها الذي طال انتظاره، خصوصاً أن الكثير من السعوديات كان يتمتعن بقيادة السيارة في الخارج ويواجهن عائق كبير في تحقيق ذلك داخل وطنهن، والحمد لله أن الحلم تحقق في عهد ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان « يحفظهما الله»، بل وجاء ضمن الكثير من القرارات المبهجة التي تمثل نقلة تاريخية في حياة كل نساء المملكة مشيرة إلى أن المرأة السعودية صارت الأسرع تطوراً في الفترة الماضية مع القرارات التاريخية والتحولات الكبيرة التي تعيشها، حيث لم يكن أحد يتصور أنها ستتحقق على أرض الواقع، حيث سيصبح بإمكان كل امرأة تعيش في هذا الوطن أن تقود سيارة وشاحنة ودراجة نارية.. بل وتعمل مثل الرجل سائقاً للتاكسي تكسب رزقها، مثلما باتت المرأة شريكاً أساسياً في التنمية والبناء في منظومة الاقتصاد الوطني.
إزالة العوائق
وترى عبير البلوشي سيدة اعمال أن تقديرات الاقتصاديين تؤكد أن القرار سيسهم في توفير 50 ألف وظيفة للمرأة السعودية سنوياً، مما يعني أنه سيوفر أكثر من نصف مليون وظيفة خلال السنوات العشر المقبلة، وتؤكد أن الفوائد الكبيرة التي ستحقق من قيادة المرأة للسيارة تستحق هذه الفرحة، وتقول: الأرقام الرسمية تؤكد أن نسبة النساء السعوديات المشاركات في سوق العمل لا تتجاوز الـ 22 في المائة، وقد ركزت رؤية الوطن 2030 إلى زيادة هذه النسبة لتصل إلى 30 في المائة، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال إزالة جميع العوائق التي تعترض عمل المرأة وأهمها تحدي المواصلات الذي يشكل أزمة كبيرة خصوصاً لمحدودي الدخل، بل يمثل أزمة أيضاً للشركات والمؤسسات التي تعمل على توظيف المرأة.
وأشارت إلى أن النظر إلى نسبة البطالة بين النساء في الفترة الماضية يجعل قرار قيادة السيارة تاريخياً بالفعل، حيث بلغت نسبة البطالة بين النساء ما يزيد عن 33 في المائة في حين أن النسبة العامة لا تتجاوز 12 في المائة، مما يؤكد أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان «يحفظهما الله» قررت أن تعيد هيكلة الوضع الاقتصادي والاجتماعي بما يسهم بمشاركة المرأة في سوق العمل وقيامها بدور فعال باعتباره نصف المجتمع.
ولفتت إلى أن القرار يأتي ضمن مجموعة كبيرة من التسهيلات التي قدمت للمرأة من أجل المشاركة في التنمية منها مراجعة القوانين التي تصعّب على النساء العمل والسفر والخضوع للعمليات الطبية، والانضمام إلى الجامعات بدون موافقة ولي أمر، وكذلك مشاركة المرأة في المنافسات الرياضية ودخول الملاعب وتفعيل دورها بشكل أكبر.
القطاعات الرابحة
وتؤكد المهندسة سناء بخاري أن القرار التاريخي الذي يدخل حيز التنفيذ سيؤثر على قطاعات متعددة، مثل قطاعي السيارات، والبيع بالتجزئة، والخدمات العامة والصيانة، وسيؤدي إلى إعادة انتعاش هذه القطاعات بشكل كبير، إضافة إلى مساهمته الواضحة في إزالة العوائق التي تقف أمام توظيف المرأة، مشيرة إلى الحراك الذي شهدته معارض السيارات في الأيام الماضية بعد حصول الكثير من السعوديات على رخص القيادة، كما سيؤدي القرار إلى زيادة الإنتاجية، لأن «عدد أكبر من النساء سيتمتعن بالقدرة على العمل، ما قد يزيد من إمكانية ادخار الأموال».
وأضافت: تعتمد الكثير من النساء العاملات على السائقين أو سيارات الأجرة أو على الأفراد الذكور في الأسرة لإيصالهن إلى العمل، وهو ما يؤدي إلى تعطيل البعض عن عملهن، علاوة على التكلفة التي تتكبدها الكثير من الأسر بسبب استقدام السائقين، ولاشك أن قيادة المرأة سيسهم في توفير الكثير من الأموال لكل أسرة وبالتالي سيؤدي إلى وفر في الاقتصاد الوطني.
ولفتت إلى أن إيجابيات القرار ستنعكس على جهات التوظيف التي تتكلف الكثير من الأموال لإيصال الموظفات من وإلى أماكن العمل، فالأسرة التي توظف سائقاً أجنبياً، ستتمكن من توفير ما يقارب من ثلاثة آلاف ريال شهرياً، وهو أمر سيشعر به الجميع مع بداية تفعيل القرار ووضع الثقة كاملة في السعوديات.
أوقفوا السخرية
وطالبت الإعلامية هبة مدهش بوقف عملية السخرية التي تطال الكثير من النساء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع بداية تنفيذ قرار قيادة المرأة للسيارة، وقالت: للأسف الشديد كل قرار تجد له معارضين لا يقدرون مصلحة الوطن وينظرون تحت أقدامهم فقط، رغم أن الدولة أكدت أن إيجابيات تطبيق القرار عديدة ومهمة، فعلاوة على مساهمته في توظيف ما يزيد عن 500 ألف فتاة وسيدة، سيسهم في تقليل الجرائم بشكل كبير، والحد من استقدام السائقين وحماية الأطفال وطلبة المدارس من التهور والحوادث التي تتكرر بشكل شبه يومي، مع مساعدة محدودي الدخل من النساء على كسب رزقهن من خلال عمل شريف.