فهد بن جليد
اختبر نفسك واعرف من تكون في عيون نسبة كبيرة من معارفك وأصدقائك، لنحاول الإجابة على السؤال التالي: هل يتم حفظ أرقامنا في هواتف معظم من يعرفوننا بأسمائنا الشخصية مباشرة؟ أم أنَّ هناك حاجة لإضافة رمز تعريفي للاسم؟ قد نُحسن الظن بأنَّ ذلك يهدف لسهولة الوصول للرقم فنحن في عصر السرعة والاختصار، ولكن هذا يكشف قيمتنا و مصدر أهميتنا في عيون الآخرين، وسر علاقتهم بنا قد تُصاب بالإحباط من بعض الاسماء التي يُرمز بها لرقم هاتفك، ولكن عليك نقبل الأمر في نهاية المطاف فكلنا نمُارس ذات الخطأ، ابحث في هاتفك عن رموز تضعها أمام بعض الأسماء لأشخاص لا تربطك بهم علاقة شخصية (كالكهربائي، السائق، السباك، البقَّال ..إلخ) هذا أمر طبيعي لا غرابة فيه، الخوف أن يمتد لأسماء معارف وأصدقاء، هنا عليك فقط ترميم ما يمكن ترميمه لتكون علاقتنا مع من حولنا صريحة تعتمد على الحب والتقدير الشخصي، الخالي من المصلحة والمنفعة، حتى ننتظر ذات الشعور من الآخرين.
هناك طُرق عديدة يمكنك بها إجراء مثل هذا الاختبار، فرغم ما تُسببه برامج كشف أرقام المُتصلين من إزعاج للكثيرين، خصوصاً لناحية تعمد بعض الحاقدين لتسجيل أسماء خادعة -لا تليق بأصحاب بعض الأرقام- بقصد تشويه السمعة، إلاَّ أنَّ هذه الخدمة تكشف لك جزءًا من نظرة الناس عنك، وقد تعطيك مؤشراً حول من تكون بالفعل في عيونهم، فهناك من يُسمِّيك باسم وظيفتك أو جهة عملك، وهناك من يُكنِّيك بلقب منطقتك أو عيارتك، وهناك من يسميك باسم مصلحة ينتظرها منك، أو أخرى قدمها لك، وهناك من ينسبك إلى شخص آخر مُشترك بينكما، أو مناسبة وموقف جمعكما...إلخ. من صور الأسماء والرموز المُتعدِدة التي قد تُسبب صدمة للكثيرين مع تنوع البرامج ومدى كشفها أكبر قدر من الأسماء المُسجلة في الهواتف الشخصية، عدد قليل يحفظ اسمك (فلان بن فلان) بشكل صريح ومباشر دون الحاجة إلى تعريفك أو نسبك إلى شيء آخر.
مُنذ القدم يُعرَّف الناس بعضهم البعض بالمهن والحرف والمواقف الحياتية البسيطة التي تُشتهر عنهم فتلتصق بهم في بعض الثقافات لتُصبح فيما بعد (أسماء عائلية) فهذا فلان الخباز وهذا ابن النجار، وتلك عائلة الدهان، وهذا بيت الكببجي ..إلخ، نحن في عصر التقنية والمصالح والمنافع المتبادلة بين البشر، نُمارس ذات الطقوس دون أن نقصد مع كثرة الاتصالات وشكل الحياة الجديد، هنا فقط نحتاج لبعض الوقت لنعيد فيه اكتشاف أنفسنا ومعرفة من نكون بالفعل؟ حتى لا تغرينا كثرة الاتصالات والمعارف، وعدد من يحفظون أرقامنا في هواتفهم، عن تصحيح علاقتنا بهم.
وعلى دروب الخير نلتقي.