د. جاسر الحربش
بعد انتهاء فترة عمل الأستاذ سليمان جاسر الحربش، إدارياً عاماً ورئيساً تنفيذياً لصندوق أوبيك للتنمية (أوفيد) لخمسة عشر عاماً متتالية وصلته من معالي وزير المالية الكويتي السابق السيد عبداللطيف يوسف الحمد رسالة شكر اقتبس منها الجملة التالية: أود بهذه المناسبة أن أعبر لك بدوري عن تقديري الكبير لما قمتم به لوضع صندوق أوفيد على خارطة المؤسسة التنموية الناجحة والمقدرة من المستفيدين والمؤسسات الزميلة العربية والدولية.
بعد تكرر ترشيحه بالتزكية لثلاث دورات متتالية مدتها خمس عشرة سنة مديراً عاما ورئيساً تنفيذياً لأنجح صندوق عربي للتنمية في الدول الفقيرة والأشد فقراً، سلم الأستاذ سليمان جاسر الحربش قبل أسبوعين القيادة لخلفه، السعودي أيضاً، الدكتور عبدالحميد الخليفة.
لا شك في أن المدير العام الجديد سوف يكون خير خلف لخير سلف بعد استلامه قيادة نجاح كبير مدعم بالأرقام والتوثيق الميداني وشهادات التقدير، والذي سوف يتواصل بعون الله وتوفيقه تحت إدارة الدكتور عبدالحميد الخليفة.
صندوق أوبيك للتنمية (أوفيد) يخضع لإشراف وزراء المالية في الدول الأعضاء لمنظمة أوبيك وليس لوزراء النفط والطاقة، وقد تسلم السيد سليمان جاسر الحربش إدارته حين كان الصندوق يؤدي عملاً أكثره مكتبي تمويلي وأقله ميداني تنفيذي، ثم حوله إلى واحد من أنجح صناديق التنمية للدول الفقيرة والأكثر فقراً في العالم.
إعادة ترشيح نفس الشخص السعودي لثلاث دورات متتالية يشعرني بالفخر، لما يعنيه ذلك من تزكية تراكمية لوطنه المملكة العربية السعودية، ولشخصه ككفاءة إدارية تنفيذية متميزة. هذا الشعور بالفخر يشارك فيه أولاً كل مواطن سعودي، وثانياً وبالصراحة العفوية لأنني أتشارك فيه مع أسرة الحربش، وما أنا إلا من غزية، سعودي حربشي الولاء والهوى.
ليس من المعتاد أن يتم الاتفاق بين الدول الأعضاء في أوبيك بالتزكية على نفس الشخص لمركز قيادي يمثل المنظمة في العالم التنموي لأكثر من دورة انتخابية وربما دورتين، فتعدد الأهواء ونزعة المنافسة بين الدول الأعضاء في أوبيك معروفة للجميع.
بناء ً على ذلك يسهل الاستنتاج أن الكفاءة التي يعاد انتخابها بالتزكية لثلاث دورات متتالية تتمتع بمواصفات شخصية وإدارية وتنفيذية عالية حازت على الثقة التوافقية الجامعة.
حتى الآن حسب علمي لا يوجد تعريف كاف بأهداف صندوق أوفيد على النطاق الخليجي ولا العربي والعالمي، علاوة على تقصير إعلامي رسمي في التعريف بإنجازاته التنموية في مائة وثلاثين دولة من الأفقر والأشد فقراً في العالم المعاصر .
للتذكير الموجز فقط، يركز الصندوق كثيراً على أولويات مكافحة فقر الطاقة في الدول المحتاجة للطاقة تمويلياً وتقنياً، وتوفير الطاقة يعني توفير التيار الكهربائي للخدمات الصحية والتعليمية وتنقية ونقل المياه وللمواصلات، وتلك هي الأرقام الأهم لتحريك عجلة التنمية.
من هنا، يجب التنويه إلى أن عمل المدير العام للصندوق لم يكن مكتبياً يدار بالتلفون والمذكرات وإنما يتطلب التواجد الميداني المتكرر في أشد بقاع العالم فقراً وتلوثاً بمسببات الأمراض المعدية، لضمان الالتزام باللوائح الزمنية والمالية والجغرافية للمشاريع.
والآن، وقد ألقيت عصا التسيار يا أبا زهير بعد أن أدرت بكفاءة عالية صندوق أوفيد لخمسة عشر عاماً متتالية، ليهنأك التقاعد والرضا عن النفس، وليبارك الله لك في دعوات الفقراء الذين علت الابتسامات وجوه أطفالهم بعد وصول التيار الكهربائي والمياه إلى قراهم النائية.