ماجدة السويِّح
أصدرت شركة «نايكي» الرياضية مجموعة نسائية من الملابس والمعدات التي تزينت بوشم مستوحى من ثقافة الشعب «البولينيزي» الذي يقطن جنوب غرب المحيط الهادئ، وسرعان ما قامت الشركة عام 2013 بسحب المنتج من الأسواق بعد تزايد حالات الاعتراض وعدم الرضا من المستهلكين، لاستخدام وشم مقدس لتزيين المنتجات الرياضية، في استغلال قبيح للثقافة، وللتكسب دون مراعاة للشعب ومقدساته.
تذكرت تلك الواقعة وأنا أشهد حالات التسويق والإعلان المصاحب لأهم حدث تاريخي في حياة النساء السعوديات، من خلال تمكينها من حق قيادة السيارة، فالتسويق لم يسلم من اجتهادات قاتلة، وغير مشجعة لاستغلال الحدث وتسويق المنتجات.
التسويق ومآسيه هذه المرة لم تقتصر على فريق «طوني»، الذي لا يفقه في ثقافة وعادات البلد الذي يقطنه، والناتج كما تعودنا إعلان لا يعكس المواطن ولا ثقافته.
فقد امتدت المآسي إلى الفريق السعودي الذي يفترض أنه ملم بثقافة البلد وعاداته وتقاليده، التي تجنبه ارتكاب الأخطاء في الإعلان عن منتجه أو خدماته.
من الأخطاء التسويقية استغلال قيادة المرأة لجذب الانتباه من قبل أحد الفنادق المحلية، التي نشرت إعلانا تعلن فيه عن تقديم هدية عبارة عن إقامة مجانية ووجبات طعام، لأوائل القادمات بسيارتهن! النتيجة ربما كانت حصيلتها التسابق، وربما التدافع وتعريض المرأة لخطر السرعة والوصول للمكان المنشود، استخفافا واستغلالا للمرأة في يومها الأول للقيادة.
أيضا من الأخطاء الفادحة في تسويق تفعيل القرار، تداول فيديو لإحدى السيدات وهي تقوم بالبحث عن زبائن من العمالة في الشارع العام، لتقوم بتوصيلهم لمدينة الدمام، كذلك استغفال إحدى شركات التوصيل للجمهور، ونشر إعلان عن الخدمات التي تقدمها قائدة السيارة للعميل، الذي أظهر دهشته من وجود المرأة بوظيفة سائق. الإعلان قام بإعداده مسؤولو التسويق وببطولة مطلقة لموظفي الشركة الذين تناسوا مراعاة الثقافة المحلية، وتجاهلوا العادات والتقاليد، كما تناسوا الهدف الأساسي من هذا الأمر السامي في التيسير على المرأة وتمكينها، وحفظ كرامتها بعيدا عن الزج بها في أعمال قد تعرضها للخطر وتزيد من نسبة التحرش، فيما لو تحولت الفتاة أو السيدة لسائقة أجرة لكلا الجنسين.
المبالغة في الاحتفاء بالقرار وتسويق المنتج أو الفكرة، يجب ألا تنسينا المتلقي الذي يتابع، وقد تسبب له هذه الإعلانات السلبية الإحجام، وصعوبة التكيف مع القرار وتقبل التغيير.