فضل بن سعد البوعينين
برغم المواجهات العسكرية في اليمن؛ تحرص المملكة على ثوابتها الإنسانية والتنموية؛ وتركيزها على إنقاذ الإنسان والمكان من الاستهداف الحوثي الممنهج. قد يعتقد البعض أن التزام المملكة الإنساني مرتبط بالبرامج الإغاثية الإنسانية والتنموية؛ إلا أن الواقع يثبت أنها أكثر التزاما بمبادئها الإنسانية حتى في المواجهات العسكرية؛ وتعاملها مع التهديدات الأمنية أو ضربها الأهداف العسكرية التي لا يمكن تعويضها حين تجاهلها عن قصد؛ ولأسباب إنسانية صرفة.
وهو أمر مختلف عما تؤمن به ميليشيا الحوثي الإيرانية التي لا تلتزم بالقوانين الدولية؛ وتتجاهل المتطلبات الإنسانية عن عمد؛ ما حملها على التضحية باليمنيين وتحويلهم إلى دروع بشرية؛ واستخدام الأحياء السكنية والمنشآت الصحية والتعليمية لتخزين الأسلحة وإطلاق الصواريخ وعقد اجتماعات قياداتهم العسكرية.
لم توقف المملكة جهودها الإنسانية في اليمن وبرامجها الإغاثية ومشروعاتها التنموية والصحية خلال العقدين الماضيين؛ وتوسعت فيها بشكل لافت منذ انقلاب الحوثيين على الشرعية وتسببهم في كوارث إنسانية وبيئية مدمرة. أكثر من 11 مليار دولار مجمل ما تم تقديمه من برامج ومساعدات إنسانية خلال الثلاث سنوات الماضية. تجاوز ما قدمته المملكة منفردة من مساعدات إغاثية وتنموية مجمل ما تم تقديمه من دول العالم؛ وبأضعاف كثيرة.
أسهمت المساعدات الطبية السعودية في وقف انتشار الأوبئة وتخفيف معاناة الشعب اليمني كما أسهمت المستشفيات والمراكز الصحية التي أنشأتها ومنها مستشفى السلام بمحافظة صعدة والمستشفى السعودي بمحافظة حجة في تقديم الخدمات الصحية لليمنيين، وسد النقص في الاحتياجات الطبية التي لا يمكن العيش دونها.
وإستمرارا لجهودها الإنسانية أعلنت المملكة عن بدء اطلاق الجسر الجوي من الرياض إلى اليمن لتقديم المساعدات الإنسانية لمدينة الحديدة، ومشروع «مسام» لنزع الألغام الذي قُدرت تكلفته المالية بـ40 مليون دولار.
يهدف المشروع إلى إزالة الألغام التي زرعتها الميليشيا الحوثية الانقلابية بطرق عشوائية في الأراضي اليمنية، وفي مخالفة صريحة للقانون الدولي؛ وبخاصة في مأرب، وعدن، وصنعاء، وتعز والتغلب على الكوارث الإنسانية الناتجة عن انتشار أكثر من 600 ألف لغم في جميع المناطق المحررة من الميليشيات الانقلابية.
الدكتور عبدالله الربيعة؛ المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة أكد على أن المملكة دأبت عبر تاريخها الممتد على المبادرة بمدّ جسور الخير والدعم والأعمال الإنسانية النبيلة للدول الشقيقة والصديقة وأن دعم الأشقاء في اليمن «كان ومازال في مقدم أولوياتها عبر عقود من الزمن تأكيداً لروابط الجوار، والدين، واللغة، والعلاقات الاجتماعية والأسرية بين الشعبين السعودي واليمني».
الدكتور الربيعة أشار إلى أن مركز الملك سلمان للإغاثة نجح في تقديم 162 مشروعاً في اليمن تجاوزت تكلفتها الإجمالية 1.6 مليار دولار أميركي، موزعة على مشروعات الأمن الغذائي، والصحي، والإيوائي، والدعم المجتمعي، والتعليم، وغيرها من البرامج الإغاثية المهمة.
مشروع «مسام» هو مشروع الحياة الذي تواجه به المملكة مشروع الموت الإيراني المُنفذ من قبل مليشيا الحوثي الإنقلابية. وهو لبنة من لبنات الخير والأعمال الإنسانية التي تقدمها لليمن والعالم أجمع.
أختم بالإشادة بالدور الكبير والمتميز الذي يقوم به مركز الملك سلمان للإغاثة، والذي تجسد أعماله الإنسانية إرادة الخير الباعثة للحياة في مواجهة جرائم الشر المهلكة للإنسان والمكان على حد سواء.