مها محمد الشريف
لقد تمكنا في وقت قياسي من الوصول إلى مستويات عالية من التطور والتقدم التكنولوجي، وحققنا نتائج باهرة في مجالات عديدة ومنها نتائج اقتصادية أبهرت الغربيين، واتضح ذلك جليا في الاقتصاد السياسي ومكانة المملكة بين دول العالم، ولها دور كبير في السوق النفطي وتعد الجهة الأكثر توازنا على الساحة النفطية، وأهدافها النبيلة ودورها وأهميتها في قلب المشهد، ويظل تسويق هذا النجاح عبر محطات لها خصائص ومواصفات حديثة تتوافق مع رؤية 2030 وتنقل واقعًا مشرفا تساوى في القيمة والمعنى مع الدول المتقدمة والمتحضرة. بل تجاوز معظمها.
ومما يحسن التنويه به في هذا المقام الموقف الاجتماعي الجديد للمملكة بعد الأمر السامي بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، وتنفيذ القرار بتاريخ 10/10 من العام 1439 وكل ذلك يجريإدراجه في التغيير الملموس ويؤيد أفكار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حينما قال: «إننا لن نستمر في حقبة ما بعد عام 1979، في إشارة إلى ما يسمى بفكر الصحوة الإسلامية التي كان من إرهاصاتها نشر موجات من التشدد والغلو والفكر الرجعي».
بقدر ما تتوحد الأهداف تتحرر النتائج الإيجابية من سلطة التأثير والمغالطة وتكتمل بها الكيفية عندما يتعلق الأمر بتنظيم المجتمع، وتهيئة نظام المرور من أجل إمكانية منح رخصة القيادة للمرأة، وإصدار قانون مكافحة التحرش، وبعد هذه المعطيات الضرورية والأكثر أهمية من شأنها أن تؤدي وجوبا إلى تطوير الحياة، أضف إلى ذلك نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بقرار مجلس الوزراء، وكل ذلك يؤكد إعداد منظم لقرار قيادة المرأة للسيارة، بحيث يكون المقتضى الأساسي للتطور هو أن يتحمل الفرد مسؤوليته الاجتماعية والاقتصادية.
كما لاحظ الكثير منكم فقد احتفلت المدن السعودية صباح الأحد بحدث تاريخي كتب عنه الكثير من الكتاب والصحفيين ونقلت وكالات الأنباء العالمية والعربية تنفيذ القرار، وعايشوا اللحظات المكتظة بالفرح والبهجة في نقل مباشر مع نساء الوطن اللاتي احتفلن وسجلن بالصوت والصورة الاصطفاف بمركباتهن أمام الكاميرات لتوثيق تاريخ القرار وتنفيذه.
وبعد تطبيق قرار السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارات في المملكة، جاء أول تعليق من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وذلك عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل تويتر بكلمات رائعة من فخامة الرئيس.
لا شك أن الإيمان بكفاية الوعي جعل للمرأة دورًا كبيرًا ومسؤولية عظيمة تحدد الاتجاه المأمول وخاصة بعد الموقف المعنوي المتطابق مع الأحلام الجميلة، فقد تم تصوير الأحداث المحافظة على دلالاتها الكاملة للحقيقة، ومنها يكون الواقع منسجما مع الطبيعة الاجتماعية والنهضة التي تعيشها البلاد.
وبهذا المعنى نجد أن كل وجهات النظر تحيط بالإنسان في مساحة الحرية وعلاقتها بقوانين المجتمع، وترتبط بإرادة المعنى الأخلاقي وإيجابيات قرار قيادة المرأة السعودية للسيارة على الجوانب الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.