د. عبدالرحمن الشلاش
ختم منتخبنا السعودي الأول لكرة القدم مشاركته في نهائيات كأس العالم في روسيا بفوز مستحق على المنتخب المصري الشقيق. لم يكن الفوز سوى تتويج لعرض جميل وفنون قدمها لاعبونا على المسطح الأخضر، ولولا قلة التركيز وإبداع الحارس المصري عصام الحضري لكانت النتيجة خمسة أهداف ناهيك عن تضييع ضربة الجزاء الأولى من اللاعب فهد المولد بعد أن صدها الحارس المخضرم الحضري.
كان الختام مسكاً لكن البداية غير الجيدة للمنتخب أمام الفريق الروسي هي من أخرجتنا من الأدوار الأولى ليس لأن الفريق الروسي صعباً بقدر ما كان منتخبنا غير مهيأ نفسياً وظهر عليه التوهان الذهني، وعدم الترابط والتركيز. بدأ لي وكأن استعداد المدرب الفعلي للمونديال بدأ من مباراة روسيا حيث لاحظنا كثرة التغييرات في التشكيلة، لذلك ظهر منتخبنا أفضل في مباراته مع الأورجواي أقوى فرق المجموعة وأحد الفرق المرشحة للبطولة ولولا سوء الطالع ربما حقق المنتخب التعادل لكن الخبرة والضعف الهجومي لم يمكنا الفريق من الفوز.
مشاركة بنسيان المباراة الأولى تعد مقبولة، وبالمباراة الأخيرة تعد مشرفة. الأخطاء هي وحدها من عصفت بالفريق، وهي أخطاء يتحملها الجميع من جهاز إداري وفني ولاعبين.
بالنسبة للجهاز الإداري أرى أنه قد أدخل اللاعبين وكأنهم قد ضمنوا التأهل للدور الثاني، أو كأن منتخبنا أفضل فرق المجموعة وهذا غير صحيح علاوة على أن إبعاد المدرب مارفيك الذي كان سبباً في تأهل المنتخب من الأخطاء الفادحة فالرجل يفهم الفريق ويعرف اللاعبين جيداً وكان سهلاً عليه أن يدخل البطولة باستعداد أكبر.
من الأخطاء الإدارية التصريحات النارية وقت البطولة وكان بالإمكان تأجيلها لما بعد نهاية المشاركة.
الجهاز الحالي بقيادة السيد بيتزي قد لا يلام كثيراً بسبب حداثة تسلّمه مهام تدريب الفريق، لكن كانت لديه فرصة لاختيار لاعبين أفضل وأكثر قدرة على الانسجام والعطاء وتحقيق الفوز. بعض اللاعبين ارتكبوا أخطاء بدائية جداً، وأثبت بعضهم أن قرار اختيارهم لم يكن موفقاً.
خرج منتخبنا والمهم أن يرافق الخروج استفادة فعلية من الأخطاء والمبادرة من الآن للتصحيح، واختيار عناصر من المواهب خاصة أن كثيراً من مناطق المملكة تزخر بالمواهب المدفونة والبعيدة عن عيون الكشافين الذين يكتفون عادة بلاعبي الفرق الكبيرة، وكذلك تصحيح بعض القوانين والقرارات التي لا تخدم تطور اللاعب السعودي مثل الاستعانة بثمانية لاعبين في الفريق ضمن دوري المحترفين وهو ما جعل الفرص ضئيلة أمام اللاعبين السعوديين.