«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
كما وسبق وأن أشرت في «إطلالة» سابقة وحملت عنوان «سحر المونديال وجني المال»، أعود اليوم لأكتب من جديد عن الفوز في المونديال. وجاءت فعاليات كأس العالم «المونديال» في روسيا مبهرة كعادة مختلف «المونديلات»، والحق أن العديد من منتخبات العالم التي حظيت بالمشاركة والتي انطلقت آخر شهر رمضان المبارك وحتى اليوم هناك منتخبات حظيت بالتأهل للدور الـ 16، ومنتخبات أخرى خرجت كما يقال من المولد دون «فول ولا حمص». لكن مئات الملايين من عشاق الكورة الساحرة، والذين واصلوا متابعة مشاهدة المباريات ما زالت في أذهانهم مشاهد وصور أكانت لمنتخباتهم أم لمنتخبات دول أخرى منافسة. ولا شك أن هناك منتخبات ذهبت إلى روسيا هدفها العودة بالكأس الذهبي الثمين. وهناك منتخبات ذهبت بمشجعيها الكثر، هدفها أن مشاركة وتسجيل حضور في «المونديال»، وليس مهماً لديها أن تعود حامل «الكأس الحلم» والطموح.. وهناك منتخبات كان همها الوحيد أن تقف باعتزاز وفخر - وهذا من حقها - في وسط الملعب المونديالي لتردد نشيدها الوطني على نغمات معزوفة النشيد.. ولا يهمها قبل أو بعد أن تحقق الفوز، وتعود بالكأس الثمين، لكنهم - وبصراحة - انتشروا في الملعب وراحو يركضون خلف الكرة الساحرة التي كانت تهرب من بين أقدامهم لتكون في أحضان أقدام المنتخب المنافس.
ومع هذا، وهذا من فضل الله أننا كنا نتابع المباريات ونحن من خلال شاشات التلفزيون والتي باتت كبيرة في السنوات الأخيرة، بل إنها أشبه بشاشات السينما. وليس المجال هنا أن نشير إلى منتخب بعينه ضمن التصفيات المحظوظة والتي بذلت جهودًا تُشكر عليها في مقاومة المنتخب المنافس، والذي كان بالمرصاد لقذائف كوره.
وإذا كان منتخبنا الحبيب قد خذلنا في مباراة الافتتاح بيننا وبين الروس، ولم يكن في المستوى الذي كنا نتوقعه، وكررها أمام الأرجواي، وأصينا بخيبة، وانكسارات داخلية، خصوصًا أن قيادتنا لم تبخل على منتخبنا العزيز بالدعم المادي والمعنوي.
بل إن هيئة الرياضة العزيزة لم تبخل أيضاً فاختارات آلافًا من المشجعين فسفرتهم على حسابها لتشجيع ودعم المنتخب. كل هذا جميل وعمل محمود تُشكر عليه الهيئة وحتى الاتحاد السعودي لكرة القدم.. لكن الأجمل بعد ذلك ما حققه منتخبنا مساء الاثنين الماضي، فظهر المنتخب بمستوى باهر أهله للفوز على منتخب الشقيقة مصرى. كانت الكرة في كلا الشوطين بين أقدام منتخبنا الوطني.. مما أثار الإعجاب والتقدير لكل من شاهد «عزف» المنتخب في ساحة الملعب، وكان المنتخب الشقيق جل وقت المبارة دفاعيًا. على الرغم من تسجيل المنتخب المصري لهدفه الأول من خلال لاعبه الشهير محمد صلاح.. ولكن وبفضل من الله استطاع منتخبنا أن يحرز هدف التعادل من خلال ركلة جزاء نجح فيها سلمان الفرج، وبعدها يحقق منتخبنا الفوز في اللحظات الأخيرة القاتلة لوقت المباراة، من خلال اللاعب سالم الدوسري. ومن دون مجاملة لقد استمتعنا بمباراة المنتخب الثالثة، لتكون ثابتة بتميزها وعطاء لاعبينا الذين عزفوا وأبدعوا. فكانت مباراة الفوز (فوزنا في المونديال) فن وإبداع وجمال.