م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. صناعة الدراما والإنتاج الدرامي السعودي على الرغم من أن عمرها أكثر من أربعين عاماً إلا أنها لا تزال طفلاً يحبو.. ولا يلام القائمون على تلك الصناعة في ذلك.. فالدراما السعودية تواجه تحديات أهمها أن بيئة العمل غير مرحبة مجتمعياً وغير داعمة حكومياً.. بل إنها خلال الأربعة العقود الماضية واجهت حرباً مجتمعية شعواء لوثتها ولوثت سمعة العاملين فيها وكل من يقترب منها.. تلويثاً طال العِرْض والدِّين والوطنية.. جعلت كل موهوب ينأى بنفسه تحت ضغط أسرته عن الفن وأهله.
2. قطاع الدراما كونه قطاعاً جماعياً لم ينهض مثلما نهض قطاع الموسيقى رغم أن الحرب والنفي والتلويث طالهما معاً.. فنجوم الغناء السعودي اليوم يتساوون مع نجوم الغناء المصري واللبناني في المحيط العربي.. ولكنهم في المجال الدرامي أقل كثيراً في النجومية.. ناهيك عن بقية مكونات الصناعة.
3. ولو نظرنا إلى واقع الدراما السعودية اليوم لوجدنا أن العاملين فيها من منتجين أو ممثلين أو كتّاب أو موسيقيين أو فنيي ديكور في أضعف حالاتهم.. فصناعة الدراما ليس من ورائها للمبدع سوى التعب والكفاف في العيش.. وفي ظني أن (اثنين) فقط في الدراما السعودية حققا ثروة من عملهما في الدراما وهما الأستاذان: ناصر القصبي، وعلي عسيري.. أما البقية فهم ضحايا تجارب واجهت إما خسارة فادحة أو بالكاد تغطية للتكاليف فقط.. وكان الإنتاج بلا مقدم عقد ومدة التنفيذ المتاحة قصيرة جداً ثم ينتظر المنتج مدة طويلة حتى يتسلّم حقوقه.. إذاً فالدراما السعودية عاشت حتى الآن وضعاً مزرياً عانت فيه من نظرة المجتمع ولم تلق دعماً من الحكومة.
4. الندرة في المجال الدرامي يفترض أن تجعل من الذين يعملون فيها اليوم شخوصاً ذوي قيمة عالية.. فهم الفريق المؤسس لصناعة درامية سعودية مقتدرة.. من هنا يجب أن تتعامل معها الدولة والمجتمع من ورائهم كمكون نادر يجب حمايته وتنميته.. وكقطاع ضعيف يجب دعمه وتقويته حتى يؤدي دوره المطلوب في التنمية.
5. مع رؤية (2030) يُفْترض أن تتغيَّر نظرة المجتمع إلى قطاع الفن ويبدأ دعم الحكومة.. ونستطيع أن نقول إننا اليوم قد بدأنا المرحلة الأولى لتأسيس صناعة الدراما السعودية.. ومن دواعي الوفاء العناية بعناصره وصنَّاعه الحاليين الذين جاهدوا بالعمل في بيئة جرداء طاردة.