عروبة المنيف
سبق وأن كتبت منذ عدة أسابيع عن الزفة الصغرى، وذلك عندما احتفلت إدارات المرور بتسليم النساء السعوديات رخص القيادة، حيث تم تصويرهن احتفالاً بإنجازهن المميز وذلك تمهيداً لتتويجهن ملكات حقيقيات في تاريخ الزفة الكبرى يوم 10 شوال 1439، المرافق 24 يونيو 2018. وحل اليوم الموعود وتلألأت شوارع المملكة بالأفراح وسطع نور قوي في كل أزقتها فرحاً بخروج الملكات متوجات بتاج التمكين، ملكة تزف لشوارع وطنها، متباهية بإحساسها بأنه من حقها استخدام شوارع بلدها والتنقل بأريحية كالرجل تماماً، لقد لاحظنا النور يسطع من قسمات وجوههن وهن يقدن سياراتهن، وشعرنا ببريق عيونهن الذي يعكس فرط سعادتهن وفخرهن بهذا الحق والإنجاز الذي انتظرته النساء لعقود عديدة وتحقق بفضل قيادة حكيمة ذات رؤية ثاقبة.
لا مجال هنا للإشادة بالتحضيرات التي سبقت تلك الزفة الكبرى للملكة المتوجة، فقد كانت ورشة عمل لا تتوقف، الجميع يعمل كخلية نحل من أجل إتمام هذا الحدث التاريخي العظيم، وشكلت إدارات المرور قلب ذلك الحدث النابض من خلال أساليبهم التي اتسمت بالاحترام والتقدير وبث الحماس والأمل في قلوب النساء المتوجات، عايشنا في يوم الحدث جمال تعاملهم وتوزيعهم الورد على النساء السائقات وتشجيعهن وبث الطمأنينة في قلوبهن. إننا نغبط الأجيال الحالية والقادمة كونهم عاصروا مملكة جديدة، مملكة فتية، منفتحة على العالم، كونهم مطمئنين لوطن سيأخذهم لمستقبل مشرق، وطن ينافس الأوطان كلها، وطن يستحقهم ويستحقونه، فما زرعه آباؤهم بدأوا بحصده.
لقد صبرتِ أيتها السعودية وأصبحتِ ملكة فعلاً الآن، ملكة حقيقية لا مزيفة وذلك عندما أصبحتِ ملكة نفسك، انطلقتِ وقلبك يخفق فرحاً كما رأيناكِ في وسط الحدث، فالفرح وقتها عم الجميع، وأكدت تلك الزفة الكبرى للملكة المتوجه بأننا جاهزون للتغيير، كنا جاهزين وما زلنا جاهزين وسنكون جاهزين دوماً للتغيير، للحرية، للفرح وللسعادة وللإنجاز المشرف.
جاءت القيادة الحكيمة وقالت كلمتها وفعلت، ونشرت الفرح والأمان والاطمئنان في كل الأرجاء، وستكونين أيتها الملكة المتوجة، دوماً عند ثقة ملكك وعند ثقة الشعب، فكما أثبتِ جدارتك وانطلقتِ واثقة بقدراتك بعد مبادرة الملك فيصل رحمه الله عندما وضعك على أول السلم، سلم المعرفة والعلم وتفوقتِ على أخيك الرجل في إنجازاتك وتحصيلك الدراسي، يأتي صانع التغيير الملك سلمان ويمسك بيدك لتكملي الصعود إلى القمة ليمنحكِ ما تستحقين، وكلنا ثقة بأنك على قدر عالٍ من المسؤولية في قيادة مركبتك كما كنت في تحصيلك العلمي.
ليكن يوم 24 من يونيو هو يوم المرأة السعودية عندما توجت ملكة حقيقية، ملكة تعتمد على قدراتها ومهاراتها وإمكاناتها، لا ملكة تترجي ذكور العائلة ليقضوا لها حاجتها، إنها ملكة في ظل مملكة الأمن والأمان والاستقرار وتحت ظل قيادة ملك القلوب الملك سلمان حفظه الله وأطال في عمره.