سعد بن عبدالقادر القويعي
«لم يعد ممكناً التزام الصمت حيال تهديدات الميليشيات الحوثية للملاحة في منطقة باب المندب، والبحر الأحمر»، هكذا علَّق وزير الخارجية اليمني - الأستاذ - خالد اليمني، بأن بقاء ميناء الحديدة الواقع في غرب اليمن بأيدي الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، يمثل خطراً كبيراً على أمن، واستقرار دول المنطقة، والعالم - بأسره -؛ كونها تتلقى السلاح، والصواريخ من إيران؛ الأمر الذي سيتطلب إيجاد نقطة توازن بين متطلبات العمليات العسكرية، وحماية المدنيين، وتجنب كارثة إنسانية؛ حتى تضيق معه مساحة الأرض تحت أقدام الحوثيين، وتصبح مناطق العمق الاستراتيجي مهددة تماماً؛ باعتبار أن الغاية من عملية عاصفة الحزم تتمثل بدحر الانقلاب، وإعادة الشرعية - سواء - بخيار القوة، أو بالخيار السياسي الذي لا يتعارض مع هذه الغاية.
منذ عام 2014، ظلت مدينة الحديدة بعيدة عن خيار الحسم العسكري لقوات الشرعية، والتحالف العربي؛ فاستغلت ميليشيات الحوثي سيطرتها على ميناء الحديدة؛ لفرض الضرائب غير الشرعية، والإتاوات على السفن، والشحنات التجارية، وتهريب الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية، والتي أطلقت ميليشيات الحوثي منها باتجاه المملكة، - إضافة - إلى تعطيل وصول المساعدات الإنسانية، والبضائع التجارية؛ مما ضاعف تفاقم المعاناة الإنسانية لليمنيين.
إن استعادة ميناء الحديدة، ودعم استمرار عملياته بشكل فعال، يشكل علامة فارقة في نضال قوات التحالف الشرعية؛ لاستعادة اليمن من الميليشيات التي اختطفته؛ ولتنفيذ أجندات خارجية. كما يكتسب أهمية استراتيجية؛ كونها أحد المنافذ الرئيسة لليمن على البحر الأحمر، وسيمثل بداية السقوط للحوثيين، وسيؤمن الملاحة البحرية في مضيق باب المندب، وسيقطع أيادي إيران التي طالما أغرقت اليمن بالأسلحة؛ فسفكت بها دماء اليمنيين الزكية - إضافة - إلى ضمان تدفق المزيد من الشحنات - الإغاثية والغذائية والتجارية -.
ستدرك الميليشيات الحوثية انعكاسات تحرير ميناء الحديدة على وزنها في أي مباحثات قادمة؛ لأنه سيمثل بداية لانهيار كيان سلطتهم التي تواجه - أصلاً - الكثير من العقبات؛ بسبب خسارتها أهم مورد - مالي ولوجستي -؛ نظراً لمكانة ميناء الحديدة الجيوسياسية، وحيويتها الاقتصادية، وسيفقد أدواته في معركتها الحالية، بل وستتحول بعض منها ضدها - خصوصاً - أن التحدي الإنساني الكارثي مثَّل خصوصية في محافظة الحديدة - تحديداً -، بعد تفاقم المعاناة الإنسانية، وزيادة الخسائر البشرية في اليمن.