أمل بنت فهد
من أعظم مؤشرات نجاح الدول، البحث عن مقومات السعادة للفرد، فالسعادة على النحو الشخصي تختلف من فرد إلى فرد، فما يسعد سين من الناس، يعتبره صاد أمراً ليس مهماً، وفي إسعاد الشعوب جهد مضنٍ، لأنه محاولة لتوحيد الرغبات، والاحتياجات، لكن يمكن البدء في تحقيق غاية سهلة على العقول المنفتحة على العالم، والتي لا تعاني عقدة الوصاية، وتعتنق هم المراقبة، وقد كانت صعبة قبل اليوم، حيث كانت المرحلة السابقة تهيمن عليها عقول منغلقة، لديها خط واحد لا مجال للتعددية فيه، وتعيش على مبدأ معي أو ضدي.
لكن اليوم نحن نعيش أجمل وأمتع بوادر العودة للطبيعة، لتقبل الاختلاف، ليكون الذي يجمعنا وطن يمكنه أن يحتوي الجميع، بكل أطيافهم، ورغباتهم المتباينة، دون اتهام لأحد، ودون تشكيك فيه، ما دامت رغباته لا تؤذي الوطن، ولا تهدد أمنه واستقراره.
أمور كثيرة تحدث في الوطن، كلها تصب صباً في مصلحة جمع الشتات، ونبذ أي فكرة يمكنها أن تفرق بيننا، وآخرها قيادة المرأة للسيارة، فالأمر أبعد من مجرد قرار، إنه احترام وتلبية لرغبة شريحة كبيرة من المجتمع، والقادم أجمل وأعظم، فلا سعادة دون الموازنة بين رغبات المجتمع.
ولا مجال لفتح باب سيطرة تيار ما، فنحن نعيش اليوم مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، من جهة ينتظرنا مستقبل اقتصادي مزدهر، ومن جهة أخرى فتحنا لتقبل الآخر ألف باب، دون أن تذوب هويتنا، نستطيع أن نعيش جنباً لجنب مع التغيير، ونتقدم بأسرع ما يمكننا، دون أن نخاف على أصالتنا، لأنها لا تتعارض أبداً مع الحضارة، فالتحضر وتقبل الآخر فرصة لتمايز الألوان واجتماعها في لوحة واحدة، دون أن يطغى لون على لون، بينما اللون الواحد ممل، وأقرب للذبول والتلاشي.
نحن نعيش نشوة العودة إلى طبيعتنا التي سرقت منا زمنناً طويلاً، وسحقنا في طريقنا كل المخاوف الكيدية التي زرعتها الصحوة، لأن التقدم يناسبنا، ويليق بنا، ولا خوف علينا من المتغيرات، ثباتنا لا يتزعزع، على الدين والوطن، لا شيء يمكنه أن يسلبنا إيماننا.
والشكر كل الشكر للقيادة الحكيمة، ولهذا الشعب العظيم، جنباً لجنب مع بعضنا، جناحي الوطن الذي يطير بنا نحو أفق لا يحده سقف.
بات الوطن اليوم عصياً على الدسائس، ومنيعاً أمام العدو الظاهر والخفي، ولا يمكن لأي قوة أن تقف بوجهنا، من سار معنا يصل معنا، ومن حاول عرقلتنا مصيره التلاشي والغياب.
ليفعل الأعداء ما يفعلون، انطلقنا ولا يمكنكم مجاراة هذا المد السعودي نحو السلام وتوحيد الصفوف.
إننا نعيش الأحداث كلها ولا نهمل منها شيئاً، كل الثغرات أغلقت، ما بين حدود محمية، وداخل آمن، وعلاقات متينة مع الإخوان والجيران والحلفاء.
إننا بخير ولله الحمد.