«الجزيرة» - عبدالرحمن اليوسف:
استقبلت وزارة التعليم موظفاتها في أول يوم لهن بعد إجازة عيد الفطر المبارك، وهن يقدن سياراتهن الخاصة، تزامناً مع بدء تنفيذ قرار السماح بقيادة المرأة في السعودية، وذلك بعد إتمامها تنفيذ برنامج «قيادة آمنة « بالشراكة مع الإدارة العامة للمرور لتثقيف منسوبات التعليم بأدبيات قيادة المركبة وتعريفهن باللوائح والأنظمة، والذي تضمنت مرحلته الأولى ورشة تدريبية لتعليم المنسوبات على القواعد المرورية والتعليمات الهامة للمرور، وجاءت المرحلة التالية ببرنامج تدريبي مركزي في مدينة الرياض، لمدربات من كل منطقة ومحافظة، على حقيبة (قودي بأمان) تخللها ورش عمل تناولت موضوعات: (القيم والمواطنة الصالحة - مهارة حل المشكلات - إدارة المخاطر - مهارة تقدير الذات والتمكين)، ويستمر دور الوزارة بتوفير مواقف مخصصة للموظفات ذات خصوصية تناسبهن ليشعرن بأريحية في مرافق الوزارة.
إلى ذلك أكدت الموظفة بالترقيات العليا في الإدارة العامة لعمليات الموارد البشرية نيفين البلخي أن القرار يأتي ضمن احتياج المرأة العاملة.. مضيفة: أحمل رخصة قيادة منذ 15 عاماً حصلت عليها من مملكة البحرين، وأقود السيارة في الخارج، ومع بدء تطبيق قرار السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة قدت سيارتي فجر أمس الأحد، في شوارع الحي الذي أسكنه في الرياض، وفي الصباح اتجهت إلى عملي بسيارتي الخاصة، دون الاستعانة بسائقي.
وقالت البلخي: شعور مختلف وأنا أقود سيارتي في وطني رغم رهبتي في البداية من ردات الفعل، والشوارع ولكن واصلت يومي بأريحية دون مشكلات واجهتني، بل وجدت الاحترام من قادة السيارات الأخرى.. مشيرة إلى أنها عند وصولها لمقر العمل وجدت مواقف مخصصة للسيدات، مقدرة هذا التجاوب من الوزارة مع قيادة المرأة و دعمها الدائم للمرأة على كافة الأصعدة.
وأبدت حنان البقعاوي موظفة في الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد سعادتها بتنفيذ القرار قائلة: «و أخيراً تمكنت من قيادة سيارتي بنفسي، شعور جميل الاعتماد على الذات بدلاً من الاعتماد على السائق، سعيدة جداً أن أكون من أوائل من طبق قرار خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-».. مضيفة: الأمر يتجاوز قيادة مركبة إلى قيادة فكر والرقي به والمشاركة في بناء المجتمع وتطويره.. ولا يسعني إلا أن أشكر وزارة التعليم ممثلة بمعالي الوزير د. أحمد العيسى ومعالي النائب د. عبدالرحمن العاصمي وسعادة وكيل التعليم د. هيا العواد لجهودهم في تذليل الصعوبات أمام منسوبات الوزارة وجعل القرار في حيّز التنفيذ، بل شاركتنا د. هيا العواد الدعم والتشجيع فأذكت فينا روح الحماس والثقة بالذات.
و-في ذات الصدد- ذكرت مدير عام التدريب والابتعاث الأستاذة جواهر الشثري أن الوزارة منذ صدور الأمر السامي بدأت بالاستعداد التام لتهيئة منسوباتها للقيادة وقامت الإدارة العامة للتدريب والابتعاث بإعداد برنامج «قيادة آمنة» بتدريب 300 ألف موظفة وطالبة من منسوبات الوزارة على القيادة، الذي يأتي كانطلاقة إيجابية نحو تنفيذ قرار الدولة لقيادة المرأة، وهو برنامج صُمم بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور في وزارة الداخلية، وتمّ تنفيذه على مراحل عدة وفي مناطق رئيسة بالمملكة. ويهتم البرنامج بالتثقيف من خلال تقديم محاضرات توعوية وتحميل الأدلة المرورية من موقع الوزارة وبرنامج تدريبي متكامل حول القيم والمواطنة ومهارة حل المشكلات وإدارة المخاطر، واشتملت البرامج التدريبية على دورات عدة شملتها الحقائب التدريبية، منها: دليل السائق للحصول على رخصة القيادة السعودية، والتدريب على نظام المرور واللائحة التنفيذية للنظام.
وأضافت الشثري: لم يتوقف دعم الوزارة عند انطلاق البرنامج وانتهائه لكنه مستمر بتقديم كافة الإمكانات لتوفير الراحة لمنسوبات الوزارة و تقديم المساعدة لهن في كل ما يواجههن من تحديات أو عقبات، مؤكدة أن الموظفات لديهن الوعي الكافي بأهمية الالتزام بأنظمة المرور وقوانين القيادة.