إبراهيم عبدالله العمار
في عام 2017م أعطانا العلم شيئاً عجيباً: حبة. لكن غير حبة الدواء، فهذه الحبة التي صنعها علماء يابانيون تحوي شريحة إلكترونية ضئيلة تُرسل معلومات للطبيب أو لك عبر تطبيق على هاتفك، والمعلومات تفيدك عمَّا يحصل داخل جسمك، إلى أن تتحلَّل طبيعياً.
ثورة علمية! ولا أدري إن كانت أول مرة نرى فيهاً شيئاً كهذا، فأعاجيب العلم كثيرة، منها ما حصل في عام 2008م لما نشر علماء نتائج تجربة عجيبة وهي اكتشافهم دواءً يعطي آكله منافع الرياضة. لنعرف التفاصيل أولاً، فالذي يحصل عندما نتريض هو أن المخ يفرز نوعين مختلفين من البروتينات، ولما عَزَلَ العلماء المادتين لاحظوا أن لهما تأثيرات علاجية، فالبروتين الأول يعالج بعض أمراض القلب والثاني يقلِّل الكولسترول الضار، ولكن أتت نتيجة مبهرة لم يتوقعوها، فأطعموا فئراناً حبة كل يوم لمدة 4 أسابيع، ولاحظوا في نهاية التجربة زيادة القوة والتحمّل العضلي بنسبة 44 % عند من تناولت البروتين الأول ونسبة 70 % للبروتين الثاني رغم أنهم منعوا الفئران من الحركة طيلة هذه الفترة!
ولا تعتقد أن جلوسك وأكلك هذه الحبوب سيكون له نفس تأثير ممارسة الرياضة الحقيقية، فالحياة لم تعوّدنا على هذا، لكنها أخبار مبشِّرة رغم ذلك، والله أعلم عن التأثيرات الجانبية، فهي لا تظهر دائماً فوراً وأحياناً تحتاج فترات طويلة لتظهر تأثيراتها، وتأثيرات الحبوب قد تكون غريبة، فأحد أدوية النوم الشهيرة من أعراضه الأكل النائم، فتأكل وقت نومك وتستيقظ ولا تتذكر أنك هجمت على الثلاجة. ومن يريد الحفاظ على صحته بترك التدخين فهناك دواء اسمه شانتيكس لكن من أعراضه الاكتئاب وميول انتحارية، وهذا يناقض الهدف الأساسي (تحسين الحياة وإطالتها)! وأحد الأدوية التي تعالج مرض باركنسون لديه أعراض جانبية كثيرة سيئة لكن من أغربها أنه يجعلك تنام، ليس في وقت التعب، ولا في وقت عشوائي، فمن غرائبه أنه يحثك على النوم في وقت معين: أثناء ممارسة تصرفاتك اليومية المعتادة، وطبعاً أخطرها القيادة.
العلم أتى بأشياء كثيرة رائعة، منها حبوب علاجية أو تشخيصية، فلا بأس أن نتفاءل، لكن تفاؤلاً حذراً!